يحل اليوم العالمي للمسرح، الذي يصادف السابع والعشرين من مارس، في وقت لايزال المسرح السعودي يبحث عن حلول لمشاكله المزمنة، هذه المشاكل التي يبدو أنها ما فتئت تتناسل بالرغم من النوايا الطيبة التي يعبر عنها أصحاب القرار. ولعل غياب هوية المسرح السعودي مقارنة بهويات دول الخليج العربي والدول العربية ظاهرة بشكل واضح،وتحديدا في ظل غياب التجهيزات الخاصة بالمسارح التجارية والحكومية، حيث أصبح العرض مقتصراً على استغلال قاعات المحاضرات في الكليات والمدارس الكبرى، علماً بأنها غير مجهزة للعروض المسرحية وبالتالي تقلل من روعة ونجاح العرض المسرحي، ولكن احتفالات الأعياد كشفت خلال الأعوام الثلاث الأخيرة عشق السعوديين للمسرح،حيث أصبحت القاعات تمتلئ في مسرحيات الأعياد التي تقدم مسرحية مختصرة - في الغالب - إلا أن ردة الفعل فاقت كل التوقعات. وعندما نلقي نظرة على الأنشطة المسرحية المسطرة خلال تلك المناسبات، اقصد مناسبة اليوم العالمي للمسرح.. تتملكنا الدهشة،لكن سرعان ما تزول هذه الدهشة، عندما نعلم أن ذلك يتم في إطار اليوم العالمي للمسرح فقط لاغير. إن المسرح، أو الفن بصفة عامة، لا ينبغي أن يظل مناسباتياً، بل من الضروري الاحتفال به على مدار السنة، ومواصلة بذل المجهودات للنهوض به...مع عدم تفاعل التلفزيون السعودي مع العروض المسرحية السعودية وعمل برامج نقديةوتعريفية بالمسرح السعودي لرفع مستوى الثقافة المسرحية للمسرحيين والمجتمع. والشيء الذي بات يلفت نظر كل من يحضر هذه المناسبة ويلبي دعوات فروع جمعية الثقافة والفنون الخاصة باليوم العالمي، تجد المسرحيين ، والقائمين على أنشطة الجمعية يبرزون جميع طاقاتهم في اليوم العالمي للمسرح... التهافت الكبير لنخبة من مسرحيينا على هذه المناسبة لأجل أن يسندوا لهم دوراً، حتى لو كان صغيرا وتافهاً في أجندتهم... وعندما يتم التوجه بالسؤال إلى هؤلاء المسرحيين عن السبب الذي جعلهم يديرون ظهورهم عن المسرح طوال السنة، يكون الجواب أن غياب التجهيزات الخاصة بالمسارح التجارية ، وعدم الاهتمام بتشجيع المسرحيين والوقوف بجانبهم ..ورفض متطلباتهم،يضاف إلى ذلك أنهم لا يجدون في كثير من الأحيان أين يعرضون أعمالهم... ومن جديد يتم التعبير عن الأسف عن عدم تفعيل المسرح السعودي الذي باتت أوراقه في أدراج المسؤولين دون حراك بارز تجاه فعاليات المسرح والمسرحيين .. فإن تكريس النشاط المسرحي ينبغي ان يهتم بسياسة دعم الإنتاج المسرحي، بالإضافة الى تجهيزات المسارح ، حيث إنه لا يمكن الفصل بين العمل المسرحي وفضاء عرضه... فطاب يومك أيها المسرح السعودي .. فأنت تنتظر الحل لمشكلاتك المزمنة .. الله يرعاك.. ويحل عقدتك في أقرب فرصة .