في محاضرة قيمة نظمها (نادي مكة الثقافي الأدبي) مساء الثلاثاء 20-3-1430ه استعرض الدكتور سعيد بن فايز السعيد، رئيس اللجنة العلمية لجائزة خادم الحرمين الشريفين العالمية للترجمة ومديرها واقع نشاط الترجمة في العالم العربي، والوسائل التي يمكن أن تكون فاعلة في دعم نشاط الترجمة والنهوض بمستواها، موضحا أن جائزة الملك عبدالله بن عبدالعزيز كان وسيكون لها دور كبير في تفعيل حركة الترجمة والارتقاء بمستواها. التقديم قدم لهذه المحاضرة الدكتور أمين ياسين فطاني الأستاذ في (جامعة أم القرى)، مشيراً إلى تاريخ الترجمة في عصور الدولة الإسلامية منوها بالعصر الأموي، وحركة الترجمة في ذلك الزمان.. وبدور الخليفة المأمون في تشجيعها وإنشاء (دار الحكمة). المحاضرة ثم بدأ الدكتور سعيد السعيد محاضرته مبيناً ما تُعاني منه حركة الترجمة في الوطن العربي من قصور واضح ، يجعل الوطن العربي بمجمل بلاده لا يترجم نصف ما تترجمه اليونان في سنة واحدة. ولا يقتصر القصور في نشاط الترجمة على الكم بل يتجاوز ذلك إلى الكيف، ذلك أن الكثير من الكتب المترجمة لا قيمة لها، كما أن 99% منها في العلوم الإنسانية البحتة ، في حين أننا بحاجة ماسة إلى الترجمة في العلوم الطبيعية والتطبيقية. كذلك فإن أسلوب الترجمة الحرفي، الذي لا يهتم بالسياق العام يسقط الكثير من الترجمات ، كما أن هناك أعمالاً تمت ترجمتها ولا توائم ثقافتنا. وفي إطار حديث المحاضر عن جائزة الحرمين الشريفين العالمية للترجمة بين الدكتور السيد أن هدف الجائزة تشجيع الترجمة ورفع مستواها وأنه تم وضع معايير ومقاييس ليكون العمل مؤهلاً للظفر بالجائزة ومن هذه المعايير: أولاً: أهمية العمل المترجم إذ لابد أن يكون هذا العمل له قيمة في لغته الأساسية، لا أن يكون مهملاً عند المنقول عنهم. ليضيف إلى ثقافتنا ومعرفتنا شيئاً مهماً. ثانياً: أن يكون العمل المترجم موائماً للثقافة المنقول إليها.. ذلك أن هناك أعمالاً كثيرة لا توائم ثقافتنا ولا تقاليدنا ولا قيمنا الإسلامية. وتركز الجائزة على دقة الترجمة ، والمحافظة على مضمون العمل والمصداقية في نقله كاملاً دون حذف. كذلك تركز الجائزة على انتقاء أفضل وأميز الأعمال من حيث جودة المادة العلمية والحاجة إليها.. وتعمل على تحفيز وتشجيع المترجمين ودعمهم مادياً ومعنوياً.. التعقيبات وشهدت هذه المحاضرة عدداً من التعقيبات كان منها ما أكد عليه الدكتور محمد مريسي الحارثي من أن تكون الترجمة تلبية لحاجة ، وأن يكون ما أنقله عن الآخر قابلاً لأن أطبعه بطابعي الخاص لكي لا يكون نشاذاً.. وأثارت الدكتورة عفت خوقير في مداخلتها إشكالية الالتزام بالأمانة، وجمالية النص.