تصوير - إبراهيم بركات .. مجرى السيل في جدة مشكلة مزمنة في المدينة.. ونظرا لعدم إتمام هذا المجرى بدأ في السنوات الاخيرة يشكل خطرا حقيقيا على السكان المقيمين في المنطقة خاصة انه محاط حاليا بالعمارات السكنية من كل جانب، امانة جدة بدأت قبل شهور في ردم المجرى وتسقيفه ولكن العمل يجري ببطء السلحفاة.. ويبدو ان المقاول الذي ينفذ العملية في وادٍ والمواطنين الذين يجاورون المنطقة في وادٍ آخر من ناحية الامراض التي تهددهم بسبب المياه الراكدة في المجرى. (البلاد) نزلت الى الميدان واستطلعت آراء السكان فمنذ شهرين بدأت الجهات البلدية بالتطبيق الجاد لخطة ردم "مجرى السيل" وذلك لكي يتسنى تحويله الى نفق خدماتي تمتد فيه خطوط الكهرباء والاتصالات والمياه والتصريف وذلك بعد دراسة جاءت منذ اتساع المناطق السكنية والتجارية من حوله والتي بات يخترقها المجرى، وتشكل المياه الراكدة به وباء خطرا على اعداد كبيرة من السكان المجاورة منازلهم له، والذين تضرر العديد منهم نتيجة بطء المتعهد في تطبيق الخطة الهادفة الى تشجير سطحه وتحويله الى حدائق للتنزه وملاعب اطفال ومقاه ومطاعم صغيرة بتكلفة تصل الى اكثر من 300 مليون، وبات الاغلبية منهم على يقين بأنه سيكون مصير الانتهاء من اكتمال مباني المشروع مثل مصير اصلاحات الطرقات المقامة منذ سنوات طويلة. "البلاد" من خلال الجولة الميدانية التقت بعدد من المواطنين الذين ناشدوا الجهات المختصة بضرورة المتابعة الجادة لمراحل اكتمال الخطة في اقرب الآجال. عادل المكرمي وهو من اهالي منطقة نجران يزور جدة حاليا يقول: من خلال زيارتي الاخيرة الى مدينة جدة التي اقضيها في احد الفنادق المجاورة اليه والتي اعتدت النزول بها منذ سنوات ماضية ما شد انتباهي الحشرات المعدية التي تجذبها الروائح الكريهة المنبعثة من مياه السيول الملوثة بالعوامل الخارجية التي ركدت به منذ سنوات، والتي تشكل مصدر قلق وخوف على صحة الاحياء المجاورة له، ونأمل معهم بعد ان بدأت الجهات المختصة منذ شهرين باقتراب الانتهاء من خطة تسقيف المجرى بعد عملية ردمه وتغطية سطحه بمساحات خضراء يجب ان تلزم الجهات المختصة بضرورة الاسراع في اتمامها وذلك لكي يتم استغلاله بشكل جيد من قبل المواطنين وازاحة أذاه السابق عليهم. حسن محمد اليامي احد اصحاب الشقق المفروشة المطلة على مجرى السيل الممتد من شارع الستين حتى طريق المدينة يقول: منذ شهرين بدأت الجهات البلدية في العمل الجاد المراد منه اكتمال خطة تسقيف سطح المجرى، وذلك بعد ان هبطت اسعار معظم مواد البناء. واستغل المتعهد ذلك بشرائها من اسواقها باسعار رخيصة وهذا ما ادى الى ازدياد اعداد المقبلين من الزوار الى استئجار الشقق والتي لا تزال تشكل المنافذ المقفلة للمجرى عائقا لوصول اعداد كبيرة منهم الينا من سكان المناطق الاخرى الذين يرغبون في قضاء الاجازة لدينا بعد تسقيف المجرى الذي حجب الاجواء الكريهة عنهم المنبعثة منه، وبعد ان كانت تطوف بالشقق المجاورة اليه والذي كبدنا في السابق خسائر فادحة، ويضيف حسن انه يترقب السكان المجاورين لمجرى السيل ان يحقق المقاول في الايام القادمة اقامة اكتمال الردم بإقامة منتزهات عامة على أسقفه التي سوف توفر لنا اجتذاب أعداد كبيرة من العملاء وستعود علينا برفع الايجارات وتحقيق الأرباح . كما ناشد حسن الجهات المختصة أن تسارع في ردم وتسقيف أجزاء مجرى السيل في بقية الاتجاهات وتسقيف اجزاء مجرى السيل في بقية الاتجاهات الاخرى التي لا تزال على حالها السابق حتى الآن. عبدالرحمن غوص أحد الشباب الذين يسكنون بالقرب من مجرى السيل الممتدة مساحته بموازاة شارع التحلية الذي لا تزال قائمة به حتى الآن يقول إنني امتنعت عن ممارسة رياضة المشي بسبب اصابتي بمرض الربو نتيجة استنشاقي روائح المياه الراكدة به وذلك لأني من الذين يحبذون المشي بصورة يومية على أرصفته التي تحتل مساحة كبيرة والتي لا تزال تملأ أجواء الأحياء المجاورة إليه حتى الآن بالحشرات الطائرة التي يخشى السكان بها انتقال عدواها اليهم وقد طال انتظارهم لردمه لكي يتسنى للسكان استغلال اسقفه بشكل جيد وليوفر لهم اجواء نظيفة خالية من الأوبئة الضارة بصحتهم. سلطان العسيري أحد سكان مجرى السيل المتوازي مع شارع الستين يقول: منذ أن شرعت الجهات البلدية في تطبيق أعمال الردم للمجرى قبل شهرين ونحن سكان مجاورون له على يقين بأن ذلك ليس ضمانة على اتمام خطة تسقيف المجرى وتحويله إلى مساحات خضراء في الأيام القليلة القادمة والتي من المفترض أن تكون منتهية في بداية العام الحالي، ورغم استمرار عمليات الردم للمجرى فلا تزال حتى الآن معاناة السكان قائمة نتيجة الروائح الكريهة المنبعثة من مخلفات مياه السيول الراكدة به منذ سنوات. خالد الفواز لا تقل أعمال الردم الجارية في مجرى السيل حاليا سوءًا عن باقي الأعمال الأخرى القائمة بإصلاح الطرقات بجدة، وتابع خالد بأن عدم جدية المتعهدين الاسراع بإكمال خطة تسقيف المجرى لكي يتم ازاحة مخاطره السابقة بعد أن كان مجرد مرمى نفايات تسببت في وجود أوبئة حمى الضنك التي كانت تهدد صحة السكان في نقل عدواه إليهم. وأضاف خالد ان ما نشاهده من أعمال ردم للمجرى ببطء، والمبررات التي يتذرع بها المتعهد أمام شكاوى السكان الأخيرة للجهات البلدية دفع الناس إلى شق منافذ على ما تم ردمه بصورة غير صحيحة لتسيير حركة العربات بالطرقات المجاورة إليه، والذين ليسوا متفائلين كثيرا مما ستؤول اليه الأيام القادمة من جهود مبذولة، ليس باستطاعة القائمين عليها ازاحة الأذى بشكل نهائي على السكان المجاورين الذين أكدوا أن ما يؤخر اتمام العملية هو ايقاف عدد كبير من الشاحنات ما تم ردمه بالمجرى والتي تسرب منها البتروكيماويات الخطيرة طيلة ساعات وقوفها به.