أكد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود أمام المؤتمر العربي الإقليمي الثالث لحماية الطفل الذي افتتح أعماله صاحب السمو الملكي الأمير طلال بن عبد العزيز رئيس برنامج الخليج العربي لدعم منظمات الأممالمتحدة الإنمائية (أجفند) في الرياض امس تحت رعاية الملك المفدى أن المملكة العربية السعودية تولي اهتماما كبيرا بجميع البرامج والأنظمة والمشاريع التي تعنى برعاية الطفل، مشيرا حفظه الله إلى أن المملكة من أوائل الدول التي صادقت على اتفاقية حقوق الطفل وأعطت برامج حماية ورعاية الطفل أهمية قصوى، وأنشأت البرامج لتطوير موهبة الطفل وحمايته وتطوير قدراته ورعاية صحته. وقال خادم الحرمين الشريفين في الكلمة التي ألقاها نيابة عنه معالي وزير الصحة الدكتور عبد الله الربيعة " لقد ركزت خطط التنمية على هذه البرامج وخصصت الميزانيات المناسبة لها، وكم يؤلمنا ويؤلمكم ما يلقاه الطفل العربي من معاناة وأذى من بعض فئات المجتمع مما يتعارض مع تعاليم الدين الإسلامي والأخلاق العربية النبيلة". وأضاف حفظه الله" أن المملكة تعلم أن هذه التجاوزات تؤدي إلى أخطار جسيمة على مستقبل الأمة، وتفقدها مقومات الاستثمار في أجيال النمو والتطوير والبناء، ونحن على يقين أن هذا المؤتمر سيناقش الهموم والمخاطر ونتطلع معكم للخروج بنتائج وتوصيات تعود بالفائدة والنفع على الأمة العربية والإسلامية والعالم كافة". وأشاد خادم الحرمين الشريفين ببرنامج الأمان الأسري والبرامج الأخرى التي تخدم هموم الطفولة في الوطن والأمة العربية والإسلامية والعالم كافة. في حين، عد سمو الأمير طلال بن عبد العزيز رعاية واهتمام خادم الحرمين الشريفين بأعمال هذا المؤتمر دافعاً وحافزاً للخروج بنتائج إيجابية لحماية الطفل. وأبدى سموه استغرابه من تنامي ظاهرة الإساءة للأطفال وانتشارها في البلدان العربية رغم توقيعها على الاتفاقيتين الدولية والعربية لحقوق الطفل مؤكدا أن هاتين الاتفاقيتين لا يمكن لهما مهما تعددت موادهما أن يصلا إلى كمال تعاليم الدين الإسلامي الحنيف الذي يهذب النفوس فتفيض القلوب رحمة تجاه الإنسانية عامة، وبخاصة الأطفال. ورأى سموه أن الأمر بحاجة إلى وقفة يتم فيها تحكيم الضمير ومراجعة الخطط والسياسات والاستراتيجيات نحو الطفولة ، بعيداً عن التفاعل الوقتي مع القصص المحزنة وعن المعاناة التي يتعرض لها بعض الأطفال. وقال " ليس من الصحيح أن نتصدى لظاهرة الإساءة للأطفال بمعزل عن مسبباتها ودوافعها ، المستمدة من ظاهرة المعاناة العامة التي تشهدها مجتمعاتنا العربية ، تلك المعاناة التي تنعكس آثارها السلبية بلا جدال على الأطفال". ورسم سموه تصورا لحماية الأطفال من العنف عبر ثلاثة مسارات متلازمة تتحد فيها جهود الحكومات والمجتمع المدني وكل الخبرات والتخصصات، كان أولهم مسار (ديني) يشارك فيه علماء من الأمة بمجموعة من البحوث والدراسات تركز على قضايا الطفل وحقوقه ، وتربوي ، تشارك فيه الأسرة ومؤسسات التعليم، أما الثاني فيهتم بالجانب الحقوقي الذي يضع الأسس القانونية والنظامية ، ويؤسس للروادع والجزاءات التي تحد من ظاهرة الإساءة ضد الطفل ، بالاستناد إلى تعاليم الدين الإسلامي الحنيف والأديان السماوية الأخرى، فيما يهتم المسار الثالث بالشأن الإعلامي من جانب التثقيف، ووضع المجتمعات العربية أمام الحقائق . وخلال حفل الافتتاح، عدت صاحبة السمو الملكي الأميرة صيته بنت عبد العزيز رئيس برنامج الأمان الأسري الوطني انعقاد المؤتمر الإقليمي العربي الثالث لحماية الطفل تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين رعاية أبوية غامرة من الملك المفدى حفظه، وفي الوقت ذاته أمل إنساني ولد في وجدان مجموعة من المواطنات السعوديات في شتى المجالات الطبية والنفسية والاجتماعية والأكاديمية. وأشارت سمو الأميرة صيته بنت عبد العزيز في الكلمة التي ألقتها نيابة عنها المدير التنفيذي لبرنامج الأمان الأسري الدكتورة مها المنيف المنيف إلى أن عمر برنامج الآمان الأسري ثلاثة أعوام، مستعرضة طرق التصدي للعنف الأسري وإساءة معاملة الأطفال بالتوعية والتوجيه وتعزيز الشراكة والتضامن على المستوى الرسمي والأهلي وإيجاد البرامج والحلول الهادفة لتخفيف المعاناة ورعاية المتضررين. ورأت أن حماية الطفل أصبحت أولوية وطنية في العديد من الدول العربية بما يحمل صانعو القرار من قيادات وخبراء ومهنيين إضافة لكونها مسئولية الشراكة لوضع إستراتيجية وطنية تعنى بحماية الطفل من خلال الحشد العربي في هذا المؤتمر. كما أكد المدير العام التنفيذي للشؤون الصحية بالحرس الوطني ورئيس اللجنة الإشرافية للمؤتمر الدكتور بندر القناوي أن رعاية خادم الحرمين الشريفين للمؤتمر تأتي امتدادا لدعمه حفظه الله للطفولة عادا تبنيه حفظه الله لعمليات فصل التوائم السيامية والتي أجريت لأطفال من ثلاث عشرة دولة تأكيدا لإنسانيته ورعايته الشاملة لأطفال العالم. وقال الدكتور القناوي "إن من اهتمامات قيادتنا الرشيدة رعاية وحماية الأسرة، وما الموافقة السامية على إنشاء برنامج الأمان الأسري الوطني الذي نص في قرار إنشائه بأن يكون داعما لإرساء أسس مجتمع واع وآمن تكون الأسرة أساسه ومحوره إلا جزءا من هذا الاهتمام كما أن إنشاء البرنامج ارتكز في رسالته على تعاليم الدين الإسلامي مستفيدا من العلوم والتنظيمات العالمية بما يحقق الهدف الذي وضع من أجله". وعد الدكتور القناوي حماية الطفل خاصة والأسرة بشكل أشمل مسئولية مشتركة بين قطاعات ومؤسسات متعددة قياسا على أن الطفل نواة هذا البناء ويعول عليه خدمة الدين والوطن. ودشن خلال افتتاح المؤتمر الذي ينظمه برنامج الأمان الأسري الوطني الحملة الوطنية لمناهضة العنف ضد الطفل. وقدم مجموعة من الأطفال هدايا لخادم الحرمين الشريفين تسلمها نيابة عنه حفظه الله معالي الدكتور بندر بن عبدالمحسن القناوي، كما قدم الأطفال هدية مماثلة لصاحب السمو الملكي الأمير طلال بن عبدالعزيز . كما قدم الأطفال هدايا أخرى لصاحبة السمو الملكي الأميرة صيتة بنت عبدالعزيز رئيسة برنامج الأمان الأسري ولصاحب السمو الأمير فيصل بن عبد الله بن محمد آل سعود وزير التربية والتعليم ولصاحبة السمو الملكي الأميرة عادلة بنت عبدالله بن عبدالعزيز نائبة رئيسة برنامج الأمان الأسري ولمعالي وزير الشؤون الاجتماعية الدكتور يوسف العثيمين ولمعالي وزير الصحة الدكتور عبدالله الربيعة ولمعالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجه ولمعالي المدير العام التنفيذي للشؤون الصحية بالحرس الوطني ومدير جامعة الملك سعود بن عبدالعزيز للعلوم الصحية الدكتور بندر القناوي . كما افتتح معالي وزير الصحة معرض الرسوم المصاحب الذي شاركت فيه العديد من الجهات الحكومية والخاصة الإعلامية والثقافية والاجتماعية .