عرف المجتمع السوداني طوال تاريخه المجيد أنه مجتمع محافظ , متمسكا بعاداته السمحة وتقاليده الموروثة , شديد الاعتداد والاعتزاز بها . أثر عليه الانفتاح كغيره من المجتمعات الأخرى , فالعالم أصبح قرية واحدة - كما يقولون – وبسبب وسائل التواصل الاجتماعي أصبح كل شيء في متناول اليد .. ولكنني لم أتوقع أبدا أن تصل بمجتمعنا السوداني درجة التأثر أن تمارس في العلن عادات دخيلة علينا. قبل أسابيع قليلة كان المطرب الشاب حسين الصادق على خشبة المسرح يحيي حفلا بأحد مطاعم الخرطوم الراقية, وأثناء أدائه لوصلة غنائية فوجئ بشابة تطبع قبلة حارة على خده تعبيرا عن إعجابها .. مما أثار استنكارا كبيرا من الحاضرين وقتها وباقي الناس فيما بعد انتشارها في وسائل التواصل الاجتماعي.. والمؤسف أن الحادثة مرت دون ان نسمع بعقاب رادع يكون عظة وعبرة لغيرها وبالتالي مانعا لتكرار ما حدث. ولم نفق من هول الصدمة حتى ألجمتنا المفاجأة مرة أخرى في غضون أقل من شهر , عندما كان المطرب الشاب أيضا شريف الفحيل يغني في حفل عرس بالخرطوم وفوجئ الحضور بالمطربة المعروفة إنصاف مدني تسلم على الفحيل بالأحضان وتقبله أمام سمع وبصر الحاضرين. في الحادثة الأولى اعتذر حسين الصادق وطالب المعجبين عند تعبيرهم عن مشاعرهم الالتزام والتقيد بحدود الشرع واللياقة والأدب . فكان اعتذاره مقبولا خاصة أنه لا يعرف البنت التي قبلته ولا تربطه بها سابق معرفة وما حدث كان دون علمه وإرادته. أما الفحيل وإنصاف فيعرفان بعضهما جيدا , وما حدث بينهما أمام الناس تم بإرادتهما دون وازع ديني لعدم وجود الرباط الشرعي أو حتى علاقة المحارم التي تبيح ذلك .. مما ترك العديد من علامات الاستفهام والأسئلة التي تحتاج لإجابات عنها. أتمنى أن نسمع عن دور الجهات المسؤولة لمحاسبة هؤلاء مع وضع ضوابط صارمة لكل الحفلات في كل المناسبات منعا لحدوث مثل هذه التفلتات. حفظ الله سوداننا من كل سوء وأبقاه سليما معافى .. آمين إنه ولي ذلك والقادر عليه.