تثير الحفلات الخاصة الكثير من المشاكل بين المطربين ونقابة المهن الموسيقية، وذلك بسبب سداد الفنانين النسبة المقررة للنقابة وهي 4 في المئة من الأجر. ويستند المطربون في ذلك إلى أن النقابة لها حق تحصيل رسوم الحفلات العامة، أما الحفلة الخاصة فلا مبرر لتدخل النقابة فيها. ويثار جدل آخر حول الحفلات الخاصة، وهو لماذا يقبل الفنان أو الفنانة الغناء لشخص واحد أو بضعة أشخاص؟ ولماذا تقام هذه الحفلات في سرية؟ وهل هناك من يرفض أن يقوم بإحيائها؟ يقول نقيب الموسيقيين المصريين منير الوسيمي: «هناك قانون يفرض على المطرب أو المطربة دفع نسبة 4 في المئة من قيمة أجر الحفلة الخاصة للنقابة، إلا أن هناك الكثير من المطربين لا يلتزمون دفع هذه النسبة على رغم أنها نسبة ضئيلة جداً بالنسبة إلى الأجر الذي يحصل عليه المطرب والذي يتراوح بين 50 و100 ألف دولار». ويؤكد الموسيقار هاني مهنى أن أهم أسباب إقامة الحفلات الخاصة هو رغبة بعض الشخصيات في التقرب من الفنانين من طريق توجيه دعوة مباشرة لإحياء حفلة في نطاق الأسرة احتفالاً بمناسبة اجتماعية، بدءاً من أعياد الميلاد حتى الخطبة والزفاف، ويكون حضور المطرب أو المطربة مع الفرقة الموسيقية. وأضاف: «قد يقيم هذا النوع من الحفلات بعض الشخصيات المهمة على الساحة السياسية العامة بهدف تذوق الطرب الأصيل بعيداً من الرسميات والحرج الاجتماعي الذي تفرضه عليهم الحفلات العامة. ولكنني سأتحدث قليلاً عن بعض التفاصيل السرية التي تحدث في الحفلة، ففي البداية لا يعرف المطرب حقيقة الشخصية التي تطلبه بالاسم، لذلك يتولى مدير أعماله الاهتمام بكل التفاصيل». ويكشف مهنى أن: «المطرب يسأل في البداية عن صاحب الحفلة، وإذا ما كان هناك فنانون آخرون سيشاركون فيها أم لا، بالإضافة إلى الاتفاق على الأجر الذي يكون مرتفعاً جداً طبعاً. ثم بعد الاتفاق على كل هذه الأشياء يخرج المطرب أو المطربة الى التسوق ويتحمل صاحب الحفلة كل النفقات، ويذلل كل العقبات أمام الفنان أو الفنانة، وإذا كان من خارج مصر يلتزم بتكاليف العودة، أما إذا كانت الحفلة خارج البلد الذي تعيش فيه المطربة، فيتم حجز مكان لها في أكبر الفنادق. ومن المضحك أن عدد منظمي الحفلة يكون أكبر من عدد الحاضرين فيها، وتظل الحفلات الخاصة حكراً على الأثرياء فقط لأن تكلفة الحفلة الواحدة تصل إلى أربعة أضعاف الحفلة العامة». ويشير مهنى الى إن هذه الحفلات هي المصدر الحقيقي لثروات بعض النجوم الذين توقفوا عن المشاركة في أية أعمال فنية طوال سنوات. وتقول المطربة شذى: «أتحفظ على عبارة «حفلة خاصة» وأرجو استبدالها ب «سهرة» لأن الحفلة الخاصة مرتبطة بالنية السيئة لدى البعض، ولكن أحب أن أوضح أنها في البداية والنهاية حفلة مثل أي حفلة أخرى، ولكن ضيوفها يرغبون في الابتعاد عن الأضواء. ونحن نحترم وجهة نظرهم ونحقق لهم ما يطلبون، والحفلة لا تقتصر على فرد واحد فقط ويكون فيها الكثير من الممثلات والمطربات والراقصات، ولكن بعيداً من الصحافة والتصوير والكاميرات». أما المطرب حاتم فهمي فيقول: «أنا اعترض على مسمى بيزنس الحفلات الخاصة لأن الهدف من تلك الحفلات ليس الربح فقط وإنما خدمة جمهور معين أو شخصية معينة غير قادرة على الظهور في الأضواء، وهذا شيء لا يعيبهم، فمن حقهم الترفيه عن أنفسهم، ولكن للأسف المجتمع لا يقبل ذلك». ويوضح الملحن حلمي بكر أن فكرة الحفلات الخاصة موجودة منذ أيام أم كلثوم وعبد الحليم حافظ وعبده الحامولي وغيرهم من المطربين العمالقة الذين لم يترددوا لحظة في قبول احياء تلك الحفلات، إذ ان معظمها كانت تقدم للملوك والرؤساء، و«هذا لا يعيب لا الفنان ولا الشخص المعني بالحفلة الخاصة، وعلينا أن نحترم وجهة نظرهم ومادامت الحفلة بغرض التمتع والسلطنة الغنائية فما المانع في ذلك!». ولكن المطربة آمال ماهر كانت لها وجهة نظر مختلفة: «أنا أحترم فكرة الحفلات الخاصة جداً، ولكني ضد فكرة حصول النقابة على نسبة 4 في المئة من حصيلة هذه الحفلة، فالأخيرة خاصة وليست عامة، فلهذا يجب أن يكون عائد الحفلة للمطرب الذي يقيمها كاملاً من دون تدخل لا من النقابة ولا من المنتج».