عن (الدار العربيَّة للعلوم- ناشرون)، في بيروت، صدرت رواية "طائر الثَّبَغْطِر"، للكاتب الدكتور عبدالله بن أحمد الفَيْفي، الطبعة الأولى2014م.تحكي الرواية عن شخصيَّة (وليد موسى) الذي يمثل نموجًا إنسانيًّا لابن الجزيرة العربيّة في غضون التحوّلات الحادّة بين القرنين العشرين والحادي والعشرين، بكل التأزمات الاجتماعيّة والسياسيّة والأيديولوجيّة الحادّة التي أحاطت بالمنطقة، وشكّلت منعطفات تحوّل، لا على الصعيد الإقليمي فحسب، ولكن على مستوى العالم أيضًا. وتتوخّى الرواية مناقشة تلك المرحلة من الحياة في المنطقة، على نحوٍ نقديّ. مستشرفة مستقبل المنطقة في ضوء المعطيات المشار إليها. أمّا رمز "طائر الثَّبَغْطِر"، فمشتق من النص ومن شخصيّة البطل، الشبيهة بذلك الطائر الغامض، المذكور شعبيًّا، حيث قال الراوي: " يَذكُره الناس ويكاد لا يَعرفه أحد. غريب، غامض، يقال إنه طائر مهاجر، وإنه لا يهجع ليلًا. حتى اسمه لا يُعرف أصلُه. ما سمعتُ حكايات (وليد موسى) إلَّا توارد إلى خيالي ذلك الطائر المجهول، أو شِبه الأُسطوري: الثَّبَغْطِر. من المألوف أن يَعرف راعي الضأن والشاء أحوال البيئة، وتقلُّبات الطقس، وأحداث الماضي في نطاق تجربته المحدودة. لكنَّه من غير المألوف أن تجد مثل ذلك الراعي يُحدِّثك في الفلسفة، والتاريخ، والسياسة الدوليَّة، ويُتقن غير لغةٍ واحدةٍ، فضلًا عن تمتُّعه بمَلَكَة أدبيَّة، وإحاطته بشؤون الثقافة والفكر. تلك هي المفارقة التي سمعتُها عن وليد موسى، ولم أصدِّقها. وليد موسى الملقَّب بين بعض الناس بالجِباليّ، وبين آخرين بالمَعْبُول، وبين غيرهم بالطيَّار. لم يكن الناس يَكْذِبُوْن في ما يقولون عنه، بطبيعة الحال، لكنَّهم لا يقولون إلَّا ما يسمعون، ولم يكن أحدهم- وإنْ عَرَف جزءًا من الحقيقة- يعي خلفيَّاتها ويُدرِك تفاصيلها الأخرى. فيما الرجل الوحيد الذي يَعرِف كامل الحقيقة: مجنون! أو هكذا يزعمون." تبدأ الحكاية بانشغال الراوي بحكايات وليد موسى، الذي تكثر حوله الشائعات الشعبيَّة، فيقصده، بصفة باحث اجتماعيّ. فيتعرف إليه، ويحكي له البطل بعض أطراف حكاياته، غير أن الراوي يكتشف أن لدى الرجل مذكّرات مكتوبة، يدفعها إليه، لأن فيها تفاصيل يطول شرحها. وتنطلق مذكرات وليد من أيام الطفولة المبكِّرة، وظروف المعيشة والبيئة الريفيَّة. فيسرد الكثير من الحكايات والأساطير والمواقف التاريخيّة، التي تعبِّر عن معادلات في التجربة الإنسانية عمومًا، بحمولها المعرفيَّة، والتراثيَّة الثريَّة، وإسقاطاتها الحياتيَّة، وإشاراتها الوجوديَّة. يقع العمل في خمسة عشر فصلًا، يمثِّل كلّ فصلٍ محطّة من حياة وليد موسى أو "طائر الثَّبَغْطِر"، كما ينعته الرواي. ويضمّ بين دفتيه: 328 صفحة.