أوصى الأستاذ المشارك المتخصص في الإذاعة والتلفزيون بقسم الإعلام والاتصال بجامعة الملك خالد، الدكتور عمر إبراهيم بوسعدة، بإدراج مواد قانونية خاصة بالإشاعة في قوانين وتشريعات الإعلام في مختلف الدول تضبط إنتاج وبث مختلف البرامج التلفزيونية، مشدداً على تنبيه الجمهور بالتلاعب الذي يطال الصورة التلفزيونية، من خلال وسائل الإعلام والمحاضرات والندوات والمناهج التعليمية والتربوية. وحث بوسعدة على عدم الاعتماد فقط على"شاهد عيان "، و"المصادر المطلعة" و"صور و فيديوهات الانترنت " كمصادر أساسية في نشر المعلومة من خلال الممارسة الإعلامية التلفزيونية، موعياً الجمهور بترشيد مشاهدة التلفزيون من خلال الإطلاع على مصادر متعددة موثوقة للحصول على المعلومة التلفزيونية الصحيحة و التأكد من صدقية الصورة وعدم الاكتفاء بمصدر واحد، وتجنب الجلد الإعلامي من خلال مشاهدة الصور التلفزيونية المكررة، والفواصل الترويجية المعادة بين البرامج. جاء ذلك من خلال دراسة بحثية بعنوان " صناعة الإشاعة و ترويجها عبر الصورة التلفزيونية" في أساليب استخدام الصورة التلفزيونية لصناعة الإشاعة, و ذلك من خلال إبراز الأطر الأساسية المكونة لعناصر هذه الصورة في سياقها القيمي و البنيوي مع التركيز على تحديد و شرح التقنيات التي يتم استعمالها لترويج صورة تلفزيونية تعمل على نشر و ترسيخ إشاعة معينة لدى المشاهد عبر نقلها لرسائل إعلامية تستطيع أن تشكل معاني دلالية مضبوطة وفق انساق معينة بغرض تدعيم أو تغيير آراء و مواقف أو اتجاهات و سلوكيات و تعميم تصورات و انطباعات على أشخاص و مجموعات و شعوب و أمم و ديانات , تختار و توجه حسب الطلب بغية صناعة ونشر إشاعة تحقق التأثير المرغوب الذي يستطيع أن يحدث التغيير المتوقع لدى المتلقي في سلوكه و اتجاهاته و آرائه. تجيب الدراسة عن سؤال بات يفرض نفسه بحده على المشهد الإعلامي البصري الحالي , ومفاده كيف تتم صناعة الإشاعة عبر الصورة التلفزيونية في ظل التكنولوجيات الحديثة لوسائل الاتصال وترويجها لدى الجمهور إلى درجة بسط سلطتها و هيمنتها عليه . خلص بوسعدة، إلى أهم النتائج، والمتمثلة في، أنه يتم صناعة الإشاعة من خلال توظيف القيم بمختلف أنواعها في الصورة التلفزيونية بهدف التأثير و التضليل و توجيه اتجاهات المشاهد، واستعمال عدة أساليب لتصنيع الإشاعة عبر الصورة التلفزيونية و تتمثل في : تقنيات الاختزال و الاقتطاع في الصورة، التنويع في زوايا التصوير و حركات الكاميرا، برمجة اللقطات و اختيارها الدقيق مع التلاعب في عناصرها، واستخدام آليات المونتاج و الإضاءة و الدمج و المؤثرات الخاصة و التكرار، وإتباع التحرير الوهمي للأخبار، واستعمال أساليب التجاهل و التنكير في المعالجة الصحفية، والاعتماد على التكرار للمعلومات الوهمية في الفواصل الترويجية وإعادة مختلف البرامج بهدف الترويج الناعم للإشاعة و ترسيخها. وأوضح الدكتور عمر إبراهيم بوسعدة، بأن الصورة التلفزيونية تجاوزت بفعل التكنولوجيات الحديثة واقع للحظة الزمنية الجامدة والتأويل المحايد ولم يعد هناك التقاط عشوائي للصورة من خلال الكاميرا في طبيعتها الخام كما كان من قبل.