إننا نعيش الآن عصر الثورة المعلوماتية بكل أجهزتها وتقنياتها ومكوناتها , فيما عرف (بالإعلام الجديد) , حيث أصبحت اليوم المعلومات تنتشر بطرق جديدة تماما غيرت عناصر العملية الاتصالية كلية ، من خلال وسائل الإعلام الجديد (من مدونات ،شبكات اجتماعية، مواقع تدوين مصغر ..الخ), والتي فرضت نفسها على أرض الواقع بشكل أوجب علينا تكييفها ، كما أوجب علينا التعامل معها. ورغم أن الإعلام الجديد يوفر الفرصة للحصول على أخبار قد لا نتمكن من الحصول عليها من خلال المصادر التقليدية وبسرعة فائقة مدعومة بالصور . ولكنه يبقى مصدراً غير موثوق للخبر , لأن المستخدمين الذين ينشرون الاخبار عبر هذه الوسائل غير متخصصين في المجال الإعلامي ، وليست لديهم دراية بأبجديات الكتابة الصحفية. وغالبا ما تأتي الأخبار معيبة من ناحية الصياغة وتضمين المعلومات الكافية ومصدر الخبر الحقيقي والذي يمكن الرجوع إليه. ومن هذا المنطلق أصبح الإعلام الجديد مسرحا للشائعات حيث تصعب المراقبة والمتابعة , وفي الفترة الأخيرة امتلأت المواقع الإسفيرية بكم هائل من الشائعات المتنوعة , وحتى الطرفة والدعابة زادت حدتها , وأخذت نصيبها الوافر من حيز وسائل الإعلام الجديد. وترتبط الإشاعة بالتشويق والإثارة وتتنوع أهدافها تبعا لمطلقها وما يود تحقيقه والوصول إليه. ولكنها في نفس الوقت تفتقر للمصدر الموثوق الذي تستند إليه. وفي سوداننا الحبيب لم يسلم من الشائعات رموز وقيادات الدولة والتي تروج لوفاة عدد منهم , وكذلك نجوم المجتمع . والذاكرة مليئة بالأحداث التي تؤطر وتؤكد أن استخدام الشائعة يمكن أن يكون سلاحا فتاكا يعصف باستقرار المجتمعات ويقضي عليها في كثير من الأحيان. نسأل الله السلامة..