تمثل ثورة المعلومات التي نعيشها اليوم ، إحدى أهم الثورات التي عرفها التاريخ البشري ، إذ أصبحت المعلومات وطرق تداولها وحفظها واسترجاعها ، وآليات انتقالها غاية في التطور ، وفي متناول الأغلبية الساحقة كي لا نقول في متناول الجميع، حتى تغير السؤال التقليدي من «هل حصلت على المعلومة؟» إلى «هل أنت متأكد من صدق المعلومة؟». الثورة المعلوماتية بكل أجهزتها وتقنياتها ومكوناتها ساهمت بشكل كبير جدا في اختصار طرق وأشكال الحصول على المعلومات و حتى مصادرها،فبعد أن كان التلفزيون وفي وقت لاحق القنوات الفضائية والإخبارية المتخصصة، هي محتكر المعلومة، من خلال المراسلين ووكالات الأنباء ، أصبحت اليوم المعلومات تنتشر بطرق جديدة تماما غيرت عناصر العملية الاتصالية كلية، من خلال وسائل الإعلام الجديد (من مدونات ،شبكات اجتماعية، مواقع تدوين مصغر..الخ). أصبح الإعلام الجديد اليوم واقعا لا مناص من التعامل معه، شئنا أم أبينا ، و إن كانت هذه الأدوات في السابق قوبلت بالرفض كمصدر إخباري وبقيت فقط مجرد قنوات اتصال تعبيرية لأفراد منعزلين ، إلا أنها اليوم باتت تفرض نفسها على أرض الواقع بشكل يجعلنا نحاول تكييفها لا رفضها، والتعامل معها لا إقصاءها. أكثر الأسباب التي جعلت الإعلام الجديد غير موثوق كمصدر للخبر ، هو كون المستخدمين الذين ينشرون الأخبار عبر هذه الوسائل غير متخصصين في المجال الأعلامي ، وليست لديهم دراية بأبجديات الكتابة الصحفية ، لكن سرعان ما تم تقبل هذه النقطة طالما أن الإعلام الجديد يوفر الفرصة للحصول على أخبار قد لا نتمكن من الحصول عليها من خلال المصادر التقليدية. وتعتمد كبريات الفضائيات الإخبارية على ما ينشر من خلال هذه المواقع ، في حال تعذر الحصول على المعلومة من المصادر ، إن كان عموم المستخدمين على غير دراية وإحاطة بأهمية ما ينشرونه،وأن بإمكانه أن يسهم في نشر الإشاعات في حال عدم التثبت من صحة المعلومة،على الصحافيين الذين يعتمدون على الإعلام الجديد توخي الحذر،والتزام المهنية،مع الاستفادة من الفرص التي يحققها هذا الإعلام الذي قلب موازين العملية الإعلامية والاتصالية عموما.