تمثل ثورة المعلومات التي نعيشها اليوم ، إحدى أهم الثورات التي عرفها التاريخ البشري ، إذ أصبحت المعلومات وطرق تدوالها وحفظها واسترجعاها ، واليات انتقالها غاية في التطور ، وفي متناول الاغلبية الساحقة حتى لا نقول في متناول الجميع، حتى تغير السؤال التقليدي من “هل حصلت على المعلومة؟” إلى “هل أنت متأكد من صدق المعلومة؟”. الثورة المعلوماتية بكل اجهزتها وتقنياتها ومكوناتها ساهمت بشكل كبير جدا في اختصار طرق واشكال الحصول على المعلومات و حتى مصادرها،فبعد أن كان التلفزيون وفي وقت لاحق القنوات الفضائية والاخبارية المتخصصة ، هي محتكر المعلومة ، من خلال المراسلين ووكالات الانباء ، أصبحت اليوم المعلومات تنتشر بطرق جديدة تماما غيرت عناصر العملية الاتصالية كلية ، من خلال وسائل الاعلام الجديد (من مدونات ،شبكات اجتماعية، مواقع تدوين مصغر..الخ). أصبح الاعلام الجديد اليوم واقعا لا مناص من التعامل معه، شئنا أم أبينا ، و إن كانت هذه الادوات في السابق قوبلت بالرفض كمصدر إخباري وبقيت فقط مجرد قنوات اتصال تعبيرية لافراد منعزلين ، إلا أنها اليوم باتت تفرض نفسها على أرض الواقع بشكل يجعلنا نحاول تكييفها لا رفضها ، والتعامل معها لا إقصاءها. أكثر الاسباب التي جعلت الاعلام الجديد غير موثوق كمصدر للخبر ، هو كون المستخدمين الذين ينشرون الاخبار عبر هذه الوسائل غير متخصصون في المجال الاعلامي ، وليست لديهم دراية بأبجديات الكتابة الصحفية ، لكن سرعان ما تم تقبل هذه النقطة طالما أن الاعلام الجديد يوفر الفرصة للحصول على أخبار قد لا نتمكن من الحصول عليها من خلال المصادر التقليدية. إشكال اخر بقي مطروحا ولعه الاهم “ما مدى مساهمة وسائل الاعلام الجديد في نشر الشائعات؟”، في ظل سهولة إعادة نشر المحتوى ومشاركته من طرف الاف المستخدمين ، خاصة إذا ما تعلق الامر بقضايا إنسانية تغلب فيها العاطفة أحيانا.هذا يعود بنا إلى النقطة الاولى ،وهي كون المستخدمين ليس لديهم معرفة بأبجديات العمل الصحفي عموما ، لكن هذا لم يمنع من اعتماد أدوات الاعلام الجديد كمصدر للخبر ، حيث تعتمد كبريات الفضائيات الاخبارية على ما ينشر من خلال هذه المواقع ، في حال تعذر الحصول المعلومة من المصادر التقليدية،كما أن وكالة الانباء “رويترز“قدمت لصحفييها -مارس 2010-بعض المباديء والتوجيهات لاستخدام الاعلام الاجتماعي بشكل أمثل كمصدر إخباري ، ولعل هذا في حد ذاته إعتراف بقوة الاعلام الاجتماعي.