العاصمة هي المدينة التي تتركز فيها مقرات السلطة في الدولة، كما يوجد بها مقرات الوزارات عادة ومقر إقامة الرئيس .. حاكم الدولة عامة، وكذلك بها مقرات سفارات الدول الأجنبية . وفي أغلب الأحيان تكون العاصمة أكبر المدن من حيث عدد السكان في الدولة، ويمكن أن تكون المدينة العاصمة عاصمة لدولة أو عاصمة لمقاطعة أو حتى لمحافظة متى ما تركزت مقرات السلطة فيها.وهذا الحال ينطبق على عاصمتنا الوطنية الخرطوم – العاصمة المثلثة – المكونة من المدن الثلاث – الخرطوم والخرطوم بحري وأم درمان - . اذكر أنه في بداية التسعينات الميلادية من القرن الماضي , وأول عهد حكم الرئيس عمر البشير الرئيس الحالي للسودان , كان هناك حديث بنقل العاصمة السودانية من الخرطوم إلى منطقة وسط السودان فكان الحديث عن مدينة سنار , وهي بالفعل وسط السودان قبل انفصال الجنوب . ولم تتخذ اية خطوات من قبل الحكومة في هذا الاتجاه وظل رأيا حبيس الأدراج . في الأيام القليلة الماضية وأثناء مداولات انعقاد المؤتمر العام لحزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان وتحديدا مداولات الورقة الاقتصادية حيث دعت إلى تقسيم وظائف العاصمة إلى «تجارية وسياسية» ونقل العاصمة السياسية من الخرطوم إلى أية مدينة بالولايات، إلى جانب إنشاء عاصمة تجارية في قري. منطقة قري تقع شمال الخرطوم وقريبة من مصفاة البترول وبها منطقة تجارية حرة .. وهي من حيث الموقع الجغرافي تصلح أن تكون منطقة تجارية كبرى لوقوعها على الطريق الرئيسي المؤدي إلى بورتسودان الميناء والمنفذ البحري للسودان , وكذلك يسهل موقعها الجغرافي المتوسط اتصالها مع بقية ولايات السودان.. لكن ما هي المدينة التي تصلح أن تكون عاصمة سياسية بديلة للخرطوم ؟.. تغيير مواقع عواصم الدول ليس جديدا فقد سبقت عدة دول في انحاء العالم بذلك وعلى سبيل المثال ..فنلندا عاصمتها السابقة توركو..الحالية هلسنكي. ..الهند عاصمتها السابقة (كلكتا) الحاليه(نيودلهي).. ألمانيا عاصمتها السابقة (بون) والحاليه(برلين)..وغيرها كثير من الدول.ولكل دولة ظروفها وأسبابها التي دفعتها لتغيير مواقع عواصمها. يا ترى هل سنرى عاصمتنا القديمة في موقع آخر غير الذي عهدناه أم تظل الخرطوم صامدة؟.