** كان لقاءاً عابراً أعاد لنا ذكريات عن تلك الأيام الخوالي عندما كان نجمان ساطعان في سماء رياضة المدينةالمنورة وفي نادي أحد بالذات أبان سطوته في منطقته. كان أنس سلامة وعبدالله يوسف جادي – النكش – نجمان بقدر تحركهما داخل الملعب تكون نتيجة مباراتهما سلباً او ايجاباً. كان الحوار في اللقاء الاسبوعي كل جمعة في منزل أنس سلامة الذي يحضره في العادة علي فودة – احمد خطيري – محمد بهاء - ياسين حديدي واحيانا اللواء عبدالرحمن فدا وغيرهم كان الحوار حول غياب من خدم – الرياضة – عن ساحاتها وعن انديتها هذه الايام هذا الغياب الذي سببه عدم معرفة القائمين على الاندية الآن لمن كانت لهم مكانتهم لكونهم لم يشاهدوهم او يتعايشون معهم. ويقول أنس .. ابتداءً ان الذين خدموا الرياضة لفترة طويلة ثم تواروا عن الانظار لأي سبب كان بالقطع لا يعرفهم هؤلاء الجدد في الاندية قد يسمعون بهم وهذا التجاهل .. قد يزعج ذلك – المجهول عند هؤلاء – فأقول له انهم معذرون لانهم لم يعرفوك. قال النكش – وما هو المطلوب؟ قال أنس : الذي أقوله ان كل نادٍ عليه تجميع لاعبيه القدامى او يعمل لهم "سجلاً" ويكون ذلك على حساب – رعاية الشباب – يدعى في كل مناسبات النادي عندها يشعر ذلك العضو بان له مكانة في ناديه وهذا يجعله يساهم في تدعيم النادي اذا ما طلب منه ذلك. ومعنوياً أو مادياً. النكش .. تخيل كيف يكون حال لاعب كان مليء النظر في يوم – ما – ويذهب الى ناديه لا يعرفه أحد تخيل كيف تكون نفسيته. سريعاً قال أنس لقد مر بهذا الموقف أحد الاصدقاء وهو الدكتور صادق محروس وكان يوماً – ما – كابتناً لنادي أحد ومليء العين ولظروف الدراسة والعمل ترك النادي فأتانا يسأل عني وكنت ايامها مسؤولا في نادي أحد فلم يعرفه أحد فأتاني احدهم وهو يقول في – واحد – يسأل عنك. فخرجت فوجدته ذلك الصديق العزيز صادق محروس. النكش : الملاحظ انه لا يوجد دعم من الجماهير او اصحاب المال للاندية وهذا يشكل عجزاً كبيراً. لا يدفع بالاندية الى الامام. قال أنس على ذكر الدعم عندما كان الامير عبدالمجيد اميراً لمنطقة المدينةالمنورة ان وجه سموه رسالة لرجال الاعمال والمال في المدينة لاجتماع وقد كان اجتماعاً كبيراً تباشرنا به خيراً لكن المشكلة رغم حضورهم المكثف ان المتبرع الاول حدد مستوى سقف التبرعات حيث كان تبرعه هزيلا فلم نحصل على المبلغ المنشود فكان الامير عبدالمجيد رحمه الله يدفع بين وقت وآخر لسد العجز. وماذا يقدم رئيس النادي؟ ابداً ليس هناك رئيس في المدينة على الاقل وحيث اعرف انه يقدم دعماً مادياً الى النادي لا اريد ان اقول انه ربما يبحث عن الشهرة فقط. قال النكش عندما بدأنا للعب كان ذلك في عام 84ه كما اعتقد؟ - رد أنس قائلا اذكر ايامها حدثت بعض المشاكل مع الفريق الاول في النادي وكان عمر حامد رحمه الله هو المدرب وكان لدينا اول مباراة لنا فقال لنا اذا لعبتم مثل ما تودونه في التمرين سوف تكسبون وكانت مباراتنا امام فريق بورسعيد وقد كان ايامها التنافس مع العقيق أشد – ولا اذكر اننا هزمنا من العقيق الا في مباراتين فقط آخرها 3/2 وكانت اخر مباراة للاعب العقيق هاشم شيحة. وكان ذلك ان لم تخني الذاكرة عام 1385ه في شهر شعبان. قلت "الشيحة" كان لاعبا مميزاً؟ قال أنس والنكش لم نعايشه أو نلعب ضده وهو لم يستمر في اللعب طويلا لقد اعتزل بعد تلك المباراة التي كسب فيها العقيق أحد بثلاثة اهداف مقابل هدفين ولم توجد كاميرات تلفزيون مع الاسف لتسجل لنا قدرات اولئك اللاعبين الذين كانت تمتلئ بهم المدينةالمنورة. ومنهم هاشم شيحة. قال النكش – كانت هناك سبعة اندية رسمية؟ هي أحد – الاتحاد – العقيق – بورسعيد – الهلال – التعاون – التسامح. قلت : نعم لكن قبل بدء الدوري في عام 1377ه ان تنازع الاتحاديون والاحديون على من له الشعار الاصفر والاسود حيث كانا يرتديانه وللفصل في هذا تقرر اقامة مباراة بينهما والفائز يكون الشعار له.. وجرت على ملعب أحد وكان حارس الاتحاد الاستاذ عبدالله خطيري رعاه الله وقد كان حيث فاز أحد على الاتحاد بثمانية أهداف وكانت هذه النتيجة كافية لحل الاتحاد وانضمام معظم لاعبيه لأحد لتصبح ستة فرق في اول دوري بمنطقة المدينةالمنورة عام 1377ه. ** ياه .. كانت أيام مضت بتلك "المهرجانات الرياضة" لتتحول الاندية في المدينة الى ناديين يعانيان كل المعاناة لعدم وجود الدعم المادي والمعنوي مع وجود قدرات فنية رائعة لدى كثير من اللاعبين فيها .. انه زمن المرارة تعيشه اندية المدينةالمنورة مع الأسف. لينتهي الحوار عند هذه النقطة.