عقد صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية امس اجتماعاً بمعالي وزير خارجية ألمانيا الاتحادية فرانك فالتر شتاينماير وذلك بمقر فرع الوزارة بجدة .وجرى خلال الاجتماع استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها في العديد من المجالات، وذلك في إطار اللجنة السعودية - الألمانية المشتركة للتعاون الاقتصادي والفني ، والمزمع عقد دورتها التاسعة عشرة في شهر مارس القادم بالرياض. وعقب الاجتماع عقد سمو وزير الخارجية مؤتمراً صحفياً مشتركا مع نظيره الألماني أكد خلاله أن ممارسات النظام السوري لم تقتصر على فتح أراضيه للقوات الأجنبية لقمع شعبه وقتلهم وتشريدهم، بل أسهم وبشكل كبير في جعل الأراضي السورية وكراً للإرهاب الذي وجد ملاذا آمنا يعبث في أراضيها ويهدد المنطقة والعالم تحت سمعه وبصره.وقال سموه « نحن متفقون على ضرورة تكثيف الجهود الدولية والعمل على تسريعها لحل هذه الأزمة وعلى أساس مبدأ تشكيل هيئة انتقالية للحكم في سوريا وفق ما نص عليه إعلان (جنيف1) ، كما أننا متفقون على أن بشار الأسد لا يمكن الوثوق به ، وأنه لا يمكن أن يكون جزءا من الحل باعتباره فاقد للشرعية».وفيما يتعلق بالقضايا السياسية ، أوضح سموه أنه تم بحث مجمل الأوضاع في المنطقة وعلى الساحة الدولية ، بما في ذلك جهود التحالف الدولي القائمة لمحاربة الإرهاب في كل من العراقوسوريا، بوصف ذلك مسئولية دولية نشارك جميعا في تحملها، لدرء خطر الإرهاب الذي يهددنا ،ويهدد الأمن والسلم الدوليين. وأكد سمو الأمير سعود الفيصل ضرورة محاربة الإرهاب في إستراتيجية شاملة أينما وجد ومهما كانت مبرراته أو التنظيمات والدول التي تقف وراءه، آملاً أن لا تكون جهود التحالف الدولي الراهنة قاصرة على مهمة محددة ، وضرورة استمرارها في إطار مؤسسي حتى يتم القضاء على الإرهاب بشكل تام، حتى لو استغرق الأمر سنوات. وأردف سموه قائلاً « لقد بحثنا في الاجتماع نتائج المؤتمر الدولي لإعادة إعمار غزة الذي استضافته القاهرة بالأمس وشاركت فيه المملكة وألمانيا، خصوصا وأن بلدينا من الدول الأعضاء في لجنة تنسيق المساعدات الفلسطينية، وإذ تنوه المملكة بالمؤتمر وبجهود الشقيقة مصر وجميع الدول المشاركة فيه، إلا أننا نرى في نفس الوقت أن المجتمع الدولي دائما ما يتحمل أعباء هذا الاحتلال الإسرائيلي المقيت إلى جانب الشعب الفلسطيني» .وشدد على أهمية إيجاد حل نهائي عادل ودائم وشامل للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي يعيد للفلسطينيين حقوقهم المشروعة في وطن مستقل وآمن وقابل للحياة . وأوضح سمو وزير الخارجية أن الاجتماع استعرض تطورات الأوضاع في اليمن، والأحداث الأمنية المؤسفة التي شهدتها مؤخراً، مبيناً أنه لابد من الإشارة إلى أن اليمن بتركيبته الجغرافية والديموغرافية لا يمكن له أن ينعم بالأمن والاستقرار إلا من خلال العيش المشترك القائم على المساواة في الحقوق والواجبات بين جميع مكوناته الاجتماعية والمذهبية دون تغليب فئة على الأخرى.ومضى سموه يقول « هذا الحل قدمته المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية، لذلك فإننا ندعو اليمنيين بجميع أطيافهم السياسية والمذهبية إلى تحكيم لغة العقل على صوت السلاح ، وتغليب مصلحة اليمن الوطنية على المصالح الفئوية الضيقة، والحرص على عدم المساس بالشرعية وعدم خدمة مصالح أطراف أجنبية في المنطقة لا تروم الخير لليمن ولا لشعبه ولا حتى للأمة العربية». بعد ذلك القى وزير الخارجية الالماني كلمة قال فيها هذه هي زيارتي الاولى للمملكة وانا فخور بذلك مما اتاح لنا نظرة للمجتمع السعودي وشباب السعودية ونحن سوف يكون لنا لاشرف في المشاركة في مهرجان الجنادرية القادم 2015م. وقال ان المملكة ومجلس التعاون سعيا ولايزالان يسعيان لتهدئة الاوضاع في اليمن وقد بدأ في التغير الا ان التدخلات الخارجية اثرت على سير هذا الاستقرار وفي العراقوسوريا انطلق ما يسمى بتنظيم داعش والذي يهدد المنطقة بأكملها وليس سورياوالعراق فقط بل أنه قام بتجنيد مواطنين غربيين وخاصة من المانيا التحق شبابها بهذا التنظيم الارهابي.والمملكة تساهم في العمل العسكري ضد هذا التنظيم وذلك من خلال الغارات الجوية كما ان المانيا وان لم تشارك في العمل العسكري فهى تقدم الاغاثة وقد زودنا الاكراد بالاسلحة لمواجهة هجوم داعش لهم وهناك في العراقوسوريا تحالف للقوى السنية ضد داعش وقد تحدثنا اليوم مع ولي العهد في اتخاذ الاجراءات المناسبة حيال الامن والدفاع العسكري ضد التنظيم وفي غزة نحن نساهم كل منا بحصته للعمل المشترك في تهدئة الاوضاع واعادة الحياة الى مجاريها.وعن النتائج ضد داعش قال:الصراع العسكري مع داعش ضروري ولكن بعد خطة استراتيجية فالغارات الجوية التي استخدمت ضد هذا التنظيم اوقفت زحفه وتمدده ولكن في سوريا الموضوع اكثر تعقيداً فداعش يشن عمليات من الاماكن المأهولة بالسكان مما يجبرنا لعدم استخدام الغارات ضده لكي نحافظ على المدنيين. وقال الفيصل اتفقنا انه يجب ان يكون هذا العمل ضمن استراتيجية واضحة فالعمل ضد داعش ضروري لانه خطر على المجتمع الدولي وخاصة في سوريا لانه مأخذها انطلاقة له ومأمن من الطائرات.وعن سؤال حول وضع النظام السوري اجاب الفيصل النظام يدين نفسه لان النظام الذي يقتل شعبه مثل ما يفعل بشار بالسوريين افقده الشرعية. ووحدة التحالف السورية مصيرها ان تتحد وتشكل لها قوة تدافع بها عن نفسها ونأمل ان تسرع في هذا الاتحاد والتي اتفق عليها المعارضة هي حفظ وحدة سوريا وليس لفرقتها وكذلك المحافظة على الهوية السورية وليس تدميرها. وعن سؤال عن مدى الاهمية لاستراتيجية السلام ودعوة ايران للتحالف العسكري.اجاب الوزير الالماني من قبل عشرة سنين والتسلح الايراني بالنووي يشكل خطرا على المنطقة بأكملها والمصالح الحيوية والاستراتيجية فيها ولذلك نتج عنها عدم تعاون ايران مع التحالف ونحن نأمل ان نحصل على نتيجة في التفاوض على التسلح النووي وذلك لكي نضمن السلام للمنطقة وداعش ليس خطراً على السنة فحسب بل حتى على ايران بذاتها فهو ليس له وجهة او مذهب محدد ونأمل تتخذ ايران خطوات بمصداقية. وقال الفيصل على السؤال نفسه نحن لا نتحفظ على ايران كوطن ومواطنين وانما التحفظ على المنطقة نفسها.ففي سورياايران تدخل مع قوات النظام وتحارب سوريين فكيف تدخل دولة خارجية مع الجيش السوري يحارب شعبه وتعتبر القوات الايرانية في سوريا قوات محتلة واذا كانت ترغب في حل مشكلة يجب ان تسحب تدخلها من سوريا واليمن والعراق. وعن الاوضاع في ليبيا قال الفيصل المساعدة على لم الشمل الليبي من كل الشعوب ونحن نسعى الى ذلك في كل المؤتمرات التي تعقدها وهناك فوضى عارمة في ليبيا وعلى الدولة المجاورة لها حل هذه المشكلة.