تلقى رئيس الحكومة البريطانية ديفيد كاميرون صفعتين قويتين عشية انعقاد المؤتمر السنوي لحزب المحافظين يوم الاحد، وذلك بانشقاق احد نواب الحزب وانضمامه لحزب الاستقلال، واستقالة احد وزرائه على خلفية فضيحة اخلاقية. ففي اعلان مفاجئ، قال وزير المجتمع المدني بروكس نيومارك إنه قرر الاستقالة من الحكومة بعد ان ارسل بواسطة البريد الالكتروني صورة لنفسه بوضع فاضح الى صحفي انتحل هوية ناشطة شابة. وجاءت استقالة نيومارك بعد ساعات فقط من اعلان النائب المحافظ مارك ريكليس انشقاقه من الحزب وانضمامه لحزب الاستقلال البريطاني المناوئ للهجرة ولعضوية بريطانيا في الاتحاد الاوروبي. ويستعد حزب الاستقلال لمنافسة حزبي المحافظين والعمال المهيمنين على السياسة البريطانية في الانتخابات العامة المقبلة المزمع اجراؤها العام المقبل. وكان نائب محافظ آخر، هو دوغلاس كارسويل، قد انشق في اغسطس / آب الماضي وانضم الى حزب الاستقلال. وقال ريكليس في كلمة القاها في مؤتمر حزبه الجديد، حزب الاستقلال، إن "قيادة حزب المحافظين جزء من المشكلة التي تجر بلادنا الى الخلف". واعلن ريكليس انه ينوي التخلي عن مقعده في مجلس العموم وخوض انتخابات فرعية بأمل اعادة انتخابه كنائب عن حزب الاستقلال. وقال "كلنا نعلم المشاكل التي تعاني منها السياسة البريطانية. المواطنون يشعرون بالانفصال عن ممثليهم في البرلمان، بل ان الانفصال كلمة لا تفي بالغرض. البريطانيون يشعرون بتجاهل مراكز القرار لمشاكلهم، والكذب عليهم وسرقتهم وفرض ضرائب مجحفة بحقهم". وكان حزب الاستقلال قد حصل على اعلى نسبة اصوات في انتخابات البرلمان الاوروبي التي اجريت في مايو / ايار الماضي. وتشير استطلاعات الرأي الى ان الحزب قد ينتزع عددا من المقاعد وآلاف الاصوات من حزب المحافظين في الانتخابات العامة المقبلة التي ستجرى في مايو/ ايار المقبل، مما قد يزيد من حظوظ حزب العمال الذي يقوده اد مليباند. وكان كاميرون - تحت ضغط حزب الاستقلال والجناح المعادي لاوروبا في حزبه - قد اعلن عزمه على اعادة التفاوض مع الاتحاد الاوروبي حول شروط عضوية بريطانيا في الاتحاد اضافة الى اجراء استفتاء عام قبل نهاية عام 2017 حول انسحاب بريطانيا من الاتحاد. يذكر ان حزب المحافظين يحكم من خلال ائتلاف مع حزب الديمقراطيين الليبراليين، وهو امر يثير حنق الكثيرين المحسوبين على الجناح اليميني للحزب الذين يشعرون ان السياسات الوسطية لليبراليين الديمقراطيين تكبل المحافظين وتمنعهم من تنفيذ برامجهم السياسية. وفيما يخص المزيد من الانشقاقات، قال زعيم حزب الاستقلال نايجل فاراج إنه بصدد التحدث الى المزيد من النواب المحافظين، ولكنه اشار الى ان ثمة نواب عماليين "ضاقوا ذرعا" بقيادة اد مليباند.