أكد الشاعر عبدالهادي صالح ان الفرق بين الاشكال الشعرية الثلاثة قصيدة التفعيلة وقصيدة النثر والقصيدة العمودية ، فرق واضح وكل شكل له معاييره الخاصة في الكتابة وهذا لا يخفى على الشاعر الذي يعي مفهومَ الأشكال الشعرية والطرقَ المختلفة في كتابة كل شكل على حده مشيرا الى ان بعض شعراء القصيدة العمودية يحاولون ايهام القراء بان ما يكتبونه هو قصيدة تفعيلة والشاعر قام فقط بتوزيع ابيات القصيدة على سطور الورقة ومعلوم ان الاشتراطات الفنية لقصيدة التفعيلة مختلفة عنها في القصيدة العمودية. جاء ذلك في الأمسية الشعرية التي احياها الشاعر في ختام منتدى عبقر الشعري بالنادي الادبي في جدة مساء الثلاثاء الماضي 21 ذو القعدة 1435ه الموافق 16 سبتمبر 2014م وأدارتها الاعلامية أمل محمود . قرأ خلالها عددا من نصوصه الشعرية بحضور عدد من الشعراء والمثقفين من مجموعته الشعرية الأولى (في انتظار الغيوم) التي صدرت عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت ، وقال الدكتور عبدا?له جدع المتحدث الرسمي باسم النادي، إن هذه ا?مسية تأتي في ختام أنشطة منتدى عبقر الشعري لهذا العام، وأشار إلى أن المنتدى حقق نجاحا ملفتا خلال العام الماضي عبر استقطاب الكثير من ا?صوات الشعرية الحاضرة في المشهد الشعري على مستوى الوطن. يشار إلى أن منتدى عبقر يشرف عليه الشاعر عبدالعزيز الشريف ويعمل تحت مظلة النادي الأدبي بجدة. وتحدث صالح في ورقته عن تطور القصيدة العربية وطبيعة الشعر وقال:" أن حركةَ الشعر العربي إلى الأمام و الشعرُ بالضرورة يواكبُ حياةَ البشر ، و أنه كائنٌ متجدد ينتقل بانتقال الشعوب و ناسها وطريقة تفكيرها وعيشها ولا يجب الاستغراب من ولادة اشكال شعرية غير الشكل الكلاسيكي المعروف القصيدة العمودية " مشيرا الى ان ماذكره حول لجوء الشعراء الى قصيدة التفعيلة وحث النقاد على الكتابة على طريقتها " لا يعني ذلك أنها دعوة إلى القطيعة مع القصيدة العمودية ، لكني رأيت أن أوضح الإرهاصات التي ساعدت على كسر واقعية الشكل العمودي وتقليدية مضمونه ؛ لتخرج قصيدة التفعيلة كشكل شعري حديث يمارسه الشعراء كفن من فنون الأدب العربي ". وفي الامسية قر أ صالح جملة من نصوصه الشعرية وفي نص الخروج على الذاكرة يقول:" هَذه المرَّةَ سأنَامُ عَلى وسَائدِ العُشْبِ ،و ودَاعةِ القَمَرِ ،ونسَائمِ السَّحَرِ ،و لنْ يكُونَ هنَاكَ مَوعدٌ لمواجَهةِ الأَلمِ أو اختِبارِ قُدرةِ الصَّبرِ وحُمَّى التَوقعاتِ ،ولَا لكَشفِ الظُنونِ أو ابتِلاعِ قُرصِ " الأسبرين " لنْ يكونَ هناكَ أيُّ شَيءٍ سِوى تَأثيثِ رُوحِي و ترتيبِ مَلامحِ جسَدي و صنَاعةِ ذكرَياتٍ سَعيْدة" . ومن قصيدة مناخ يقول الشاعر :"والعائدونَ ببابِ المدِينة حَوَتْهُمْ حقائبُهم والحقائبُ أبقَتْ حضَانتَها للرَحِيل ،وما كان للسَاكنينَ بِوادي القُرى غيرُ مأتمِهمْ ،ومَا كَان للبَدو عادَ إلى البَدو والروحُ في سَفَرٍ لا تَعود هكذَا كُلَّما حَلَّ صيفٌ مَحاهُ الخَريف . وفي قصيدة شجرة يقول:" سألته الشجرة عن سر الماء سقوط الاوراق عبور الريح بلا استئذان بقع الزيت على الاسفلت جفول الجرذان الى اقصى منحدر في الحي .. اسئلة لا تحتمل استدراج جواب اين النجار ليقطع هذي الشجرة". وشهدت الامسية حضور عدد كبير من المثقفين والشعراء والاعلاميين الذين اشادوا بتجربة الشاعر وأدائه وقال الدكتور يوسف العارف يفاجئنا الشاعر في كل نهاية نص شعري بما لا يتوقعه المتلقي وقصيدة الومضة تحضر كثيرا في ديوان الشاعر الاول في انتظار الغيوم" فيما اكد الاعلامي والشاعر سعد زهير أن الاداء الشعري والقاء عبدالهادي اضاف الكثير الى الامسية وبخاصة في قصائده الاخيرة " فيما اكد مشرف منتدى عبقر عبدالعزيز الشريف ان عبدالهادي صوت شعري لافت و اعتقد ان الحضور الكبير في هذه الامسية يؤكد ما اقول" في حين طالبت الفنانة التشكيلية ليلى جوهر بتواصل الشعراء مع الفنانين السعوديين والتعاون معهم وبخاصة في تصاميم أغلفة الكتب معتبرة قصائد عبدالهادي نقرؤها في لوحة غلاف كتابه قبل قراءة القصائد".وفي ختام الامسية كرم النادي الزميل صالح . يذكر أن صالح من الأصوات الشعرية الشابة وشارك في اللقاء الرابع للشباب العرب في ليبيا 2000م واللقاء الثقافي بمملكة البحرين 2001 والفعاليات الثقافية السعودية باليمن 2009 وصدرت له مجموعة شعرية (في انتظار الغيوم) عام 2011 م وشارك في كتاب انطولوجيا الشعر العربي المعاصر برومانيا عام 2007م.