تحتفل مملكتنا الغالية بالذكرى الرابعة والثمانين لليوم الوطني المجيد الذي يروي للأجيال صورا من ملاحم التضحية وقوة الإرادة والإصرار على العمل الصادق المستمد من نهج الشريعة الإسلامية الذي تبناه المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود -طيب الله ثراه - حتى تمكن - بتوفيق من الله ثم ما تمتع به من صفات شخصية كالحنكة وبعد النظر والذكاء السياسي وغير ذلك كثير - من بناء دولة حديثة سجلت لها دورًا قياديًا وحضورًا بارزًا في كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية سواء على المستوى الإقليمي أو العالمي، وحمل الراية من بعده أبناؤه الميامين وصولا إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز- يحفظه الله -، الذي أكمل مسيرة البناء وعزز مكانة المملكة في المحافل الدولية ليس ذلك فحسب بل شهدت المملكة في عهده - رعاه الله - منجزات ضخمة في شتى المجالات التي محورها الأول الاهتمام باستقرار الوطن وحماية المواطنين وتحقيق الرفاهية لهم من خلال مشاريع التنمية في كافة مناطق البلاد. ويعد قطاع الطيران المدني من القطاعات التي حظيت باهتمام كبير من لدن خادم الحرمين الشريفين -يحفظه الله- إيمانا بالدور الحيوي لهذا القطاع في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، حيث شهد قطاع الطيران المدني في عهده -أيده الله- الكثير من الانجازات التي ساهمت في تطوير هذه الصناعة والنهوض بها ومن ذلك صدور موافقته الكريمة على الخطة الإستراتيجية الشاملة للنهوض بصناعة الطيران المدني في المملكة. وتمثل الدعم الذي يوليه خادم الحرمين الشريفين لهذا القطاع الحيوي في إعلان صاحب السمو الأمير فهد بن عبد الله رئيس الهيئة العامة للطيران المدني عن الإستراتيجية الجديدة للهيئة 2020 التي تنطوي على رؤية طموحة عبر محاورها الرئيسة من رفع الكفاءة الإنتاجية في القطاع، وتعزيز مكانة المملكة عالميا بوصفها جهة مؤثرة في مجال الطيران المدني الدولي. وفي هذا العهد الزاهر تشهد الهيئة حاليا العديد من المشاريع التطويرية التي تساهم في استيعاب نمو الحركة الجوية في المملكة وفي مقدمتها مشروع مطار الملك عبد العزيز الدولي الجديد الذي يجري تنفيذه في الوقت الراهن على قدم وساق، ومشروع تطوير مطار الملك خالد الدولي الذي من المتوقع إنجاز مرحلته الأولى بالكامل مع نهاية عام 2018م ، والتي سترفع طاقة المطار الاستيعابية إلى أكثر من (35) مليون مسافر سنويا. وكذلك مشروع مطار الأمير محمد بن عبد العزيز الدولي الجديد وهو أول مطار يتم تنفيذه بالكامل عن طريق القطاع الخاص في المملكة بأسلوب البناء والإعادة والتشغيل (BTO) مع تحالف طيبة الدولي ومن المتوقع إنجاز مرحلته الأولى في الربع الأول من عام 2015م، والتي سترفع طاقة المطار الاستيعابية إلى (8) مليون مسافر، كما تعمل الهيئة في الوقت الحالي على تطوير مشاريع لعدد من المطارات الداخلية وفق برنامجها لتحديث مطارات المملكة كافة. وفي ظل هذا الدعم ستمضي الهيئة العامة للطيران المدني قدما بإذن الله في مسيرة بناء وتطوير صناعة النقل الجوي بالمملكة وكذا الوفاء بالتزاماتها تجاه تجويد الخدمات المقدمة في المطارات. وبهذه المناسبة ارفع اسمي آيات التهاني لمقام خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو ولي ولي العهد -يحفظهم الله- والشعب السعودي الكريم ، وأن يحفظ الله لبلادنا قائد مسيرتها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وأن يديم علينا نعمة الأمن والاستقرار. د. فيصل بن حمد الصقير نائب رئيس الهيئة العامة للطيران المدني