سألني أحد الأحبة ذات صدق من الصديق ؟ ف قلت هو ذلك الذي يتفق معك في الأهم أعني (الجوهر ) ويختلف معك في الأقل أهمية أعني ( المظهر ) أو كما قال العلامة الأديب مصطفى صادق الرافعي ....( الصديق هو الذي إذا حضر رأيت كيف تظهر لك نفسك لتتأمل فيها ؛ وإذا غاب أحسست أن جزءا منك ليس فيك ، فسائرك يحن إليك فإذا أصبح من ماضيك بعد أن كان من حاضرك ، وإذا تحول عنك ليصلك بغير المحدود كما وصلك بالمحدود ، وإذا مات .. يومئذ لا تقول : إنه مات لك ميت ، بل مات فيك ميت ،ذلك هو الصديق ). *** بدايات .. تنطلق الصداقة معنا منذ الطفولة وعادةً ما يكون إبن الجيران أو ذلك الذي يسكن معنا في ذات " الحي " هو أول الأصدقاء ثم تتسع دائرة الصداقة حينما نكبُر ونلتحق ب المدارس وفي تلك المرحلة قد نفقد بعضاً من أصدقاء الطفولة ونستبدلهم بأصدقاء الدراسة والذين غالباً مانتشارك معهم أجمل سنوات العمر وصولاً لمرحلة التخرج وهي تلك النافذة التي يحلق من خلالها كل إنسانٍ في سماء رزقة ويغرد مع لقمة العيش التي يطلبها حدّ أن نلتحق ب الوظيفة وهُنا نستقطب عدداً كبيراً من الأصدقاء الأكثر نضجاً و غالباً ما تطغى تلك الصداقة على كل الصداقات السابقة ( الطفولة ؛ والدراسة ) وغالباً ماتبقى معنا صداقة ( العمل ) إلى أخر العُمر وهُنا تكمن أهمية صديق العمل ف هو الصديق الأكثر بقاءً والأصدق وجوداً ؛ *** مشهد... مؤخراً طويت صفحة في حياتي العملية مُستقبٍلاً صفحة جديدة في بيئة عملي ؛ فقد ودّعت أصدقاء قضيت معهم مايربو عن عقد ونصف العقد ؛ ودعتهم وأنا أتذكر تلك المشاهد التي تقاسمنا تفاصيلها وتلك المراحل التي تشاركنا من خلالها الفرح والحزن والطموحات ودعتهم وأنا أتذكر أن كل نجاح كُنا نحققه ليس إلا خطوة جديدة في المشوار الصعب لطموحنا ك مواطنين نسعى دائماً لتكون شركتنا عملاقة مُستمرة في ذات الريادة التي كان يقصها علينا من سبقونا ل النجاح ، ودعتهم وأنا أتذكر مشاركتنا لذات الطعام ولذات القميص الموحّد الذي كُنا نرتديه ودعتهم وأنا أتذكر أياماً وديقة شديدة الحر وأُخرى "صرّ" شديدة البرودة وأياماً ممطرة وأخرى فيها من الجفاف م الله به عليم (كل ذلك كان لي دروساً ) ربما لن تفلح كل مقاعد التعليم أن تصفها ليّ ولو بذلت من الجهد مابذلت ؛ ف شكراً ل أصدقائي في " إدارة التشغيل عامةً ووحدة المنافع خاصةً " في أرامكو السعودية فقد صنعتم مني تلميذاً يفخر بكم وس يذكركم كلما هطلت الذكريات ب الألق والنجاح. *** أصدقائي بقدر العفوية والتلقائية التي يحتاج إليها الكاتب ل يكتب إلاّ أني أصدقكم البوح التحضير لهذه المقالة كان أمراً مختلفاً لأنه يتطلب قدراً كبيراً يليق بكم ف عذراً على عثرات أبجديتي التي تبقى أقل من أن تصف تلك الإنسانية التي وجدتها بينكم على مدار 15 عاماً مضت . *** آخر السطر .. هناك بشر صحبتهم شرف ؛ ورفقتهم أمان ؛ ونسيانهم مُحال ؛ والدعاء لهم حقٌ واجب . *** [email protected]