قبل ايام كنا نشتاق لرمضان وها هي ايامه تنقضي مسرعة مقرونة بالامل والرجاء برضا الله وغفرانه مستذكرين الحديث الشريف عن الحبيب المصطفى صلوات الله عليه وسلم (من صام رمضان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه) أما من ادرك رمضان ولم يدرك فضائله فهي خسار ة كبرى. لا ظل للمرء يعرى من تقى ونهى وأن أظلته أوراق وأغصان فعلينا ان نودع رمضان بالعزم ولا نكون كمن نقضت غزلتها. وها هو عيد الفطر يقترب ولكل منا مع العيد السعيد احوال وذكريات ما اجمل اشراقاتها المحفورة في الذاكرة والوجدان وذكرياتي الاجمل عن العيد ارتبطت بسنوات العمر الاجمل في المدينةالمنورة واجددها مثل الكثيرين في نهاية كل رمضان بزيارتها للتشرف بالسلام على المصطفى صلوات الله وسلامه عليه ، واترحم على أحبة عشت معهم سنوات وسنوات في الزمن الجميل حيث كانت الصحة والصحبة الصافية وبركة الحركة واشراقات الآمال وعلى مدى سنوات مضت اعتدت لقاء احبة باعدت بيننا الحياة والجد ومشاغل الدنيا بعد ان جمعتنا شطرا من اعمارنا. ما اجملها من ذكريات عشناها في رحاب طيبة الطيبة بمعالم مدموغة بعبق التاريخ في حاراتها العتيقة واحواشها واسواقها وبيوتها المشرعة بالحب كقلوب اهل زمانها ، قبل ان تداهمنا حياة العصر التي حاصرتنا وحشرت علاقات الناس داخل نفوسهم قبل جدران بيوتهم، بل اختزلت السلام والكلام والتهاني والمواساة في اجهزة ورسائل جامدة ومشاعر مشوهة بأدران الدنيا وكأني بالمتنبي اراه لايزال يشكو من بيته القائل: عيد .. باي حال عدت يا عيد بما مضى أم لامر فيك تجديد لذلك تظل ذكريات العيد في الماضي محفورة بعمق في نفس وذاكرة الاوفياء لزمن التواصل في مراحل جميلة وخصبة من سنين العمر ومن منا لا يحتضن ذكريات مشيناها خطى وعشناها حركة وبركة وافراحا واحزانا ، في شراكة حياتية صادقة مع احبة وصحبة خير لازلت اوفي لهم الحب لصفاء قلوبهم وطيب لقائهم. نعم يالها من ايام وقت ان كنا نواظب على مجالس الادب في عصر رواده المعاصرين بالمدينةالمنورة امثال الاساتذة عبدالعزيز بن محمد الربيع وعبدالرحمن سليمان رفه ومحمد هشام رشيد وحسن صيرفي الذي قال في العيد: يا عيد عدت فهل عادت ليالينا وهل ترنم في الصحراء حادينا ايضا اتذكر الشاعر محمد كامل الخجا والاستاذ محمد مظهر رحمهم الله جميعا وابن طيبة الطيبة معالى الدكتور ناصر الصالح مدير جامعة ام القرى سابقا وثلة من الاحبة كثر كانت تجمعنا مجالسنا في ذلك الزمن الجميل بفندق بهاء الدين عند حبيبنا سالم محمد باشكيل. تلك ايام خلت لكن تبقى ذكراها متجددة عبقة بروح وبساطة وصفاء الايام الخوالي وطعم فرحة العيد بأهازيجه وقوافل المعايدين وصلة الارحام التي كانت تشرح قلوب البشر وتضيء المكان بنقاء النفوس. وهكذا سنة الحياة في تغيرها بين الاجيال وكل منها يحتضن ذكرياته فالثابت الوحيد في الحياة هو التغير وسبحان الله القائل في كتابه العزيز "وتلك الايام نداولها بين الناس" رحم الله امواتنا واتم علينا نعمة الشهر الفضيل واعاده والعيد السعيد على الجميع اعواما مديدة بالصحة والسرور ، وكل عام وانتم بخير. للتواصل 6930973