كما هو الحال في عيد الفطر المبارك، تستقبل المدينةالمنورة أعدادا كبيرة من الزائرين في عيد الأضحى المبارك وإن كان بصورة كبيرة هنا من المدن والمحافظات، حيث يقضي أكثر من مليوني حاج مناسكهم في مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة، والحجاج إما أن يكونوا قد زاروا طيبة الطيبة قبل بدء موسم الحج، ومن لم يزرها يقوم بذلك بعد الموسم وإنتهاء المناسك، عموماً في كل عيد أكون واحداً من عشرات الآلاف الذين يزورونها لقضاء أيام العيد وافراحه الجميلة في النفس بكل أبعادها الايمانية. هكذا فعلت في عيد الأضحى بصحبة أسرتي، وفي مثل هذا العيد المبارك يأتي للمدينة المنورة اعداد كبيرة من المواطنين من المدن والمحافظات لقضاء أيام عيد الأضحى لوجود ضيوف الرحمن في المشاعر المقدسة.. لذلك تبدو عادات أهل المدينة أكثر ممارسة وحضورا، وهو كما نعرف يسميه البعض (عيد اللحم) نظراً لذبائح الاضاحي، ومن يضحي أضحية لا بد وأن يهدي أهله وجيرانه، وهكذا تبدو إحدى اهم مظاهر العيد والتكافل النابع من الحب والتواصل، إلى جانب المعايدات التي نأمل أن تستمر بمظاهرها الجميلة ولا يركن الناس الى التكاسل عنها. لقد أمضيت أياماً رائعة حقاً هي أيام العيد وما قبلها في المدينةالمنورة، وأحمد الله أن يسر لي ذلك للصلاة في الحرم النبوي الشريف والتشرف بالسلام على المصطفى صلى الله عليه وسلم، من عاداتي الجميلة خلال العيد في المدينة لقاء أحبة وصحبة خير وصلاح تجمعنا أواصر أخاء ومحبة، ومنذ سنوات طويلة تمتد لعقود، وفي كل لقاء وكل زيارة وأنا مع الصحبة الكريمة اتعرف على حضور كريم اجدهم في مجالس المضيفين الكرام، فيزداد رصيد الصحبة والاحباب من القلوب الطيبة والنفوس الكريمة، ويدور بنا الحديث ويمتد ويأخذنا عادة الى الذكريات الحميمة لا تزال محفورة في الذاكرة وهي جزء جميل من مراحل العمر، والعادة ان ما مضى يظل جميلاً ونحن استدعاءه، خاصة إذا كان في نفس المكان وإن اختلفت الملامح وتغيرت المعالم أو بعضها، وإن تغير نمط الحياة وأساليب الاجيال الجديدة التي تحملها رياح التغيير. ما يحمد لأحبتنا وإخواننا في الصحبة الطيبة في رحاب طيبة الطيبة هي نفوسهم الأصيلة، حيث أفاجأ بدعوتهم لي تأصيلا لما تعاهدنا عليه وبات جزءا من عادات حميمة في أيام العيد، وهو ما أرد عليه شاكراً لهم كريم حفاوتهم واريحيتهم، ولست مبالغاً إذا قلت اننا يجمعنا الحنين الى ايام مضت، ولكن معانيها باقية متجددة، وهو ما اراه وفاء متبادلاً نحمد الله عليه. ومن الأحبة الذين سعدت واسعد بزيارتهم ويكرمونني باصرارهم على ذلك وبكريم الضيافة والحفاوة الاصيلة وعلى رأسهم الشيخ أحمد عبدالحميد عباس والشيخ حسين محماس الدخيل، ودائماً ما يغمرونني بكرمهما.. وأذكر بالاعتزاز صاحب المواقف الصديق سالم باشكيل مدير فنادق بهاء الدين الذي يكرمني بدعوته وأزوره في مكتبه الذي يتحول الى رحابة غير عادية للأصحاب والأحبة فيكون ملتقى جميلاً يطيب بالذكريات عن ايام زمان ومظاهر العيد في الاحواش والحارات والأكلات التي لم ننس مذاقها في العيد من انواع اللحوم المطهية بمسميات جميلة وطعم شهي، ومنها في عيد الأضحى اطباق (السلات) وهي من اللحم المطبوخ على نار هادئة مع البصل والبهارات ذات الرائحة الشهية، وكذلك (المبوخ) ويطبخ على بخار الماء، وكذلك المشويات وانواع الرز البرياني والبخاري والكابلي والكبسة. واما التنزه فعادة أهل المدينة في العيد الخروج إليها في المزارع الشهيرة، وكانت ولا تزال ملتقى للمعايدين كما كانت في الماضي ملتقى لأصدقاء الأدب والابداع. وحقيقة امضيت كما اسلفت أوقاتاً جميلة مع الأحبة وقد اكرموني بحفاوة في مزارعهم في أبيار الماشي.. صورة جميلة المحبة الصادقة تجددها في أيام العيد في نفوسنا وتثري هذه الاواصر وتغذي التواصل الذي لولاه لشعر الانسان بغربة وإن كثر من حوله.. أشكر الاحبة من أهل طيبة وأتمنى ان تتواصل هذه الروح لدى اجيال من الأبناء والأحفاد في مجتمعنا.. وكل عام وأنتم بخير. حكمة: من نالت له القلوب نال كل أمر محبوب.