كانت الرواء الذي يحيا به ، والعين التي يبصر بها جمال الحياة في الأحياء .. انغرست في ربيع أيامه زهرة جمعت كل بهاء الفصول في فصل واحد . ظلت كلمة أحبك مرسومة في عيونها حتى إذا أغمضت العيون شفّت عنها الجفون .. كلما همت بنطقها جال لسانها في فمها وابتلعتها لتنمو وتكبر وتملأ كل أوردتها .. كلماتها غزلتها من أجله ونسجتها حروفا لينة عطوفة لعلها تصمد وتجرؤ أمامه يوما لكن الكلمات تهرب حين تلقاه . كانت تعرف أنه يتظاهر أمامها بالثبات والتأني مع أنه قرأ في عينيها كل الحروف حرف ينظم ، وآخر يضفر جدائل عبارة بكر لم يقلها أحد بعد .. وثالث ينشده ترنيمة عشق وهوى ورابع يبثه النجوى ويرسم طيفه بريشة من خيال .. كان يسمع كلماتها في خفق نبضها وارتعاش صوتها وأنفاس عطرها .. لكن بقي أن تنطقها بلسانها قوية ، استجمعت كل قواها وقالت : سأقولها قوية ولو لمرة واحدة وسيسمعها .. بعدها سأترك كل ذرة من كيانه تستنسخها وتتنفسها مع الهواء في سواد الليل وبياض النهار ، لتبقى في وجدانه أملاً يتجدد ولا يخبو مادامت الحياة . أُحبُبببببببكَ أمل سراج