أطوف، في أفق سماء غابر موجع ألتمس دفء عودة زمن من بحر الذكريات. أطوف، وراحت الأزمنة الضحلة تخبط العمر بري ٍ ووهن خمول، يمزق ما تبقى من رمق كفن التراب، تستحث خطاي إلى قبل الأمس نحو بارحة قلبك يختلج عبثها - الخطى - في صدر يستريح بالغفو ورحتُ أعفر ببقايا حنين شدوك القديم كان قد استبقى من ماض لنا جذوة حزن دفين وقلب رجل في تفاصيل حلم اجتثت ملامح أحلامه الحروب والطيف العجيب يمحو ما تبقى من مثول لوجهه النخيل ومن حافته - الليل - تتدلى خواطر فرح ثري تبصرني، تتفقد خيط الليل المتلاشي بأوراق نثر كحلها، زمنا خاوياً من أنسه! أحبه، مثل العتب، هكذا أطوف ببقايا من الرواجع. أحبه، بلا حول ولا صدق ألتمسه سوى رجع صدى استتر يسري بي إلى قلب ذكراه أتساءل؟ هل بقي بعد الغياب عذباً؟ ورجلاً فارساً بكل ما رممته أنوثتي ما أحمقه، وأنا التي بكبرياء الأنثى أرصد خفق صدى قلبه في حروفي، وأتساءل؟ عن بقايا شذا عبير روحه أبحث أعفر بحرفي شذا ثراه لأنزل عند رحاله؛ أتعافى من حماقات أثقلت كاهل الانتماء أهفو إليه، أينك؟ وطني توهني سحابة تحلق عالياً في سماء الجفن غزيرة يعصرها العطش لرواء الهطول في يباب الشتاء المنهمر.