أكد تربويون ومسؤولون أن رحيل الدكتور عبدالعزيز الخويطر، كان خسارة كبيرة للوطن، خسر فيها قيادياً تربوياً، ومفكراً ومؤلفاً قدم للمكتبة المحلية العربية عدة مؤلفات قيمة، كما خدم القيادة العليا للدولة في عدة مواقع وظيفية مرموقة، إضافة إلى حلقات عمله التي بدأت عام 1380ه أميناً عاماً لجامعة الملك سعود. وقد برزت في شخصية ابن عنيزة الذي ولد عام 1344ه العصامية الحقة والحكمة والقدرة على الترشيد وتوفرت له ملكات القيادة والكتابة وتقديم الرؤى ولعل من أبرز مراحل حياته توليه حقيبة وزارة المعارف والتي عمل خلاها على تقديم الكثير من الخدمات للوزارة والطلاب والمعلمين ومن ذلك كادر المعلمين الوظيفي. إلى ذلك أعرب منسوبو جمعية الكشافة العربية السعودية عن حزنهم العميق لرحيل وزير الدولة عضو مجلس الوزراء ، وزير المعارف رئيس جمعية الكشافة العربية السعودية الأسبق الدكتور عبدالعزيز بن عبدالله الخويطر ،وقالوا إنه,رحمه الله,كان صاحب بصمة تاريخية في مسيرة العمل الكشفي بالمملكة خلال فترة رئاسته لمجلس إدارة الجمعية. وهو ما دعا الجمعية إلى منحه القلادة الكشفية الذهبية التي تهدى عادة لأصحاب السمو والمعالي ومن في درجتهم الذين لهم دور بارز في دعم الحركة الكشفية وتشجيعها حيث تقلدها,رحمه الله, في الحفل الذي رعاه صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن ماجد بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينةالمنورة سابقاً وذلك يوم الأربعاء الموافق 21 /10 /1426ه . ورفع الدكتور عبدالله بن سليمان الفهد نائب رئيس الجمعية باسمه وباسم كافة المنتسبين للحركة الكشفية بالمملكة في مختلف القطاعات العزاء إلى زوجته وابنه محمد وبناته عبير ولمى وأريج وإخوانه الشيخ محمد والدكتور حمد والمهندس أحمد وأخواته سائلاً الله العلي القدير أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته ويلهمهم الصبر والسلوان. وأكد الدكتور عبدالله بن سليمان الفهد نائب رئيس الجمعية أن الحقبة الزمنية التي تولى ,رحمه الله, خلالها رئاسة مجلس إدارة الجمعية كانت مليئة بالعطاء والدعم اللامحدود للعمل الكشفي والحرص على أن تحقق الكشفية أهدافها التربوية والمجتمعية التي أنشأت من أجلها واصفاً وفاته بالخسارة الكبيرة للوطن وللثقافة وللعلم والأدب ويستذكر الفهد كلمة قالها رحمه الله من « أن كشافة المملكة يتميزون عن غيرهم بخدمة حجاج بيت الله الحرام ويساهمون في المناسبات الوطنية والاغاثية ، وأن قادة الكشافة وصلوا لتجربة تمكنهم من العطاء وتقديم الصٌورة المشرفة للمواطن السعودي « . وقال الفهد إن منسوبي الكشفية دائماً ما يستذكرون مقولته « إن جهاز الجمعية جهاز نبيل ، ومن النبل أن يُراعى ، ومن النبل أن يؤخذ بيده ، ومن النبل أن ينظر إليه النظرة التي يستحقها ، فهو في خُلقه وعمله قدوة للشباب « . وأوضح نائب رئيس الجمعية أن معاليه, رحمه الله,كان دائماً ما يمتدح الكشافة إذا جاء ذكرها وأن من أجمل ما قال « أن قطاع الكشافة قطاع حي ، لايزاحم ، ولايُطالب ، ولايُلحَ ، ولايدعي فوق ماهو عليه ، سيماه التواضع ، وإنكار الذات ، مهما عمل فهو يراه أقل مما كان يجب أن يعمله ، وهذه صفة المخلص الأمين ، أنه يعمل بصمت «. وأردف الفهد أنه كان, رحمه الله, دائماً ما يستذكر مواقف حدثت له مع الكشافة ومنها « انه عندما كان وزيراً للصحة ، وداهمت الكوليرا الحجيج في أحد المواسم ، رأى الكشافة في المشاعر وسط المعمعة غير هيابين ولا وجلين ، سواعدهم الفتية في خدمة المصابين ، وعيونهم يقظة في ملاحظة من قد تبدو عليه بوادر الوباء الذي سرعان ما من الله على عباده بارتفاعه ، فكانت شجاعتهم مضر ب المثل خاصة وانه معلوم أن هذا الوباء مخيف ، وسريع الانتشار في ذلك الطقس الحار ، وأنهم غير مجبرين ، ولكن تربيتهم الكشفية عودتهم على نسيان أنفسهم أمام نفع الناس والمخاطرة بحياتهم لحماية الناس» . ويتحدث,رحمه الله, بموقف آخر في مناسبة أخرى من أنه عندما كان وزيراً للمعارف ( التربية والتعليم رأى الكشافة يساعدون الحجاج ويرشدونهم ، يعضدون العاجز ، ويحملون المعوًق ، ويسعفون المصاب ، ويسارعون إلى تلبية طلب الطالب ، ونداء المستغيث « فكان يملؤني الفخر وأنا أراهم عنصراً فعالاً لا غنى عنه في هذا الموسم الديني المرموق». واختتم الفهد بقوله إن فقدانه جلل عظيم ومصيبة كبيرة ، لكن نسأل الله أن يعوضنا خيراً ، وأن يجزيه عنا جميعاً خير الجزاء لقاء ما قدمه ولا نملك إلا أن نقول (إنا لله وإنا إليه راجعون).