أعرب منسوبو جمعية الكشافة العربية السعودية عن حزنهم العميق لرحيل وزير الدولة عضو مجلس الوزراء، وزير المعارف السابق، رئيس جمعية الكشافة العربية السعودية الأسبق، الدكتور عبدالعزيز بن عبدالله الخويطر، وقالوا إنه كان صاحب بصمة تاريخية في مسيرة العمل الكشفي بالمملكة خلال فترة رئاسته لمجلس إدارة الجمعية، وهو ما دعا الجمعية إلى منحه القلادة الكشفية الذهبية التي تهدى للأمراء والوزراء، ومن في درجتهم ممن لهم دور بارز في دعم الحركة الكشفية وتشجيعها، حيث تقلدها -رحمه الله- في الحفل الذي رعاه أمير منطقة المدينةالمنورة سابقاً الأمير عبدالعزيز بن ماجد بن عبدالعزيز في 21/ 10/ 1426ه. ورفع نائب رئيس الجمعية الدكتور عبدالله بن سليمان الفهد باسمه وباسم كافة المنتسبين للحركة الكشفية بالمملكة في مختلف القطاعات العزاء إلى زوجته وابنه محمد وبناته عبير ولمى وأريج وإخوانه الشيخ محمد والدكتور حمد والمهندس احمد وأخواته، سائلاً الله العلي القدير أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته ويلهمهم الصبر والسلوان.
وأكد أن الحقبة الزمنية التي تولى رحمه الله خلالها رئاسة مجلس إدارة الجمعية كانت مليئة بالعطاء والدعم اللامحدود للعمل الكشفي والحرص على أن تحقق الكشفية أهدافها التربوية والمجتمعية التي أنشئت من أجلها، واصفاً وفاته بالخسارة الكبيرة للوطن وللثقافة وللعلم والأدب.
ويستذكر "الفهد" كلمة قالها "الخويطر": أن كشافة المملكة يتميزون عن غيرهم بخدمة حجاج بيت الله الحرام ويساهمون في المناسبات الوطنية والإغاثية، وأن قادة الكشافة وصلوا لتجربة تمكنهم من العطاء وتقديم الصورة المشرفة للمواطن السعودي.
وقال إن منسوبي الكشفية دائماً ما يستذكرون مقولته " أن جهاز الجمعية جهاز نبيل، ومن النبل أن يراعى، ومن النبل أن يؤخذ بيده، ومن النبل أن ينظر إليه النظرة التي يستحقها، فهو في خلقه وعمله قدوة للشباب ".
وأوضح نائب رئيس الجمعية أنه رحمه الله كان دائماً يمتدح الكشافة إذا جاء ذكرها وأن من أجمل ما قال أن قطاع الكشافة قطاع حي، لا يزاحم، ولا يطالب، ولا يلح، ولا يدعي فوق ما هو عليه، سيماه التواضع، وإنكار الذات، مهما عمل فهو يراه أقل مما كان يجب أن يعمله، وهذه صفة المخلص الأمين، أنه يعمل بصمت ".
وأردف "الفهد" أنه كان رحمه الله دائماً ما يستذكر مواقف حدثت له مع الكشافة ومنها " انه عندما كان وزيراً للصحة، وداهمت الكوليرا الحجيج في أحد المواسم، رأى الكشافة في المشاعر وسط المعمعة غير هيابين ولا وجلين، سواعدهم الفتية في خدمة المصابين، وعيونهم يقظة في ملاحظة من قد تبدو عليه بوادر الوباء الذي سرعان ما من الله على عباده بارتفاعه، فكانت شجاعتهم مضرب المثل خاصة أنه معلوم أن هذا الوباء مخيف، وسريع الانتشار في ذلك الطقس الحار، وأنهم غير مجبرين، ولكن تربيتهم الكشفية عودتهم على نسيان أنفسهم أمام نفع الناس والمخاطرة بحياتهم لحماية الناس.
ويتحدث -رحمه الله- بموقف آخر في مناسبة أخرى من أنه عندما كان وزيراً للمعارف (التربية والتعليم) رأى الكشافة يساعدون الحجاج ويرشدونهم، يعضدون العاجز، ويحملون المعوًق، ويسعفون المصاب، ويسارعون إلى تلبية طلب الطالب، ونداء المستغيث، فكان يملأني الفخر وأنا أراهم عنصراً فعالاً لا غنى عنه في هذا الموسم الديني المرموق.
واختتم الفهد بقوله إن فقدانه جلل عظيم ومصيبة كبيرة، لكن نسأل الله أن يعوضنا خيراً، وأن يجزيه عنا جميعاً خير الجزاء لقاء ما قدمه ولا نملك إلا أن نقول: (إنا لله وإنا إليه راجعون).