تستطيع ان تظهر بمظهر "المحب" الذي يحمل لك كل صفات الصفاء والصدق لكن ينسى في هذا الجو الدرامي ان يفلت منه عكس ذلك ويكشف لك عن ان كل ذلك المهرجان من الحب والصدق ما هو الا نوع من "المراوغة" التي نهى عنها هذا الدين الحنيف الذي يحض على ان يكون المسلم ظاهرة انعكاس لباطنه من الصدق الذي لا يعترف بكل الوان التغير. كان يتحدث امامي وأنا في ذهول مما اسمع عندما راح يقول لي هل تعرف – فلان – قلت كل المعرفة .. فقال لقد اتضح لي بأنه عكس كل ما كان يظهره لي. عندها أخذت أهدئ من روعه واقول له لعلك اخطأت في تقدير ما سمعت ويمكن من نقل لك كل ذلك لم يكن دقيقاً لعله اختلط عليه ما سمع فنقل لك ما اشتبه عليه: قال لا ابداً لقد سمعت صوته مسجلا وهذه هي الفاجعة. قلت لعل التسجيل قد لعب فيه لانني لا اظن انه كما وصفته من انه واحداً كان يقوم بعملية درامية في كل تعامله معك أصبر لعل الايام تبدي لك ما كنت عنه جاهلا. نظرت اليه بعد ان استمعت الى ما يحسه من مرارة وقلت له تذكرني بذلك البيت من الشعر: واذا تكون كريهة أدعى لها واذ يحاس الحيس يدعى جندب خرج من عندي وهو أسف لما تكشف له من مواقف.