تم اختيار شهر مارس منذ ولدت ليمثل شهر تاريخ المرأة على مستوى العالم (غير العربي) والذي تتضافر قبله وخلاله جهود المهتمين والمنظمين والمسوقين لملئه بفعاليات تبرز تاريخ نضال المرأة حول العالم للحصول على حقوقها التي تساويها بنظيرها الرجل وتضمن لها العدالة التي تتناسب مع حجم عطائها المضاعف نظرا لطبيعتها. يحتفل هذا الشهر كذلك بإنجازات المرأة تاريخيا وفي الوقت الحاضر، سواء كنَ نساء حول العالم خلَدت أسمائهن كتب التاريخ أم مواطنات تفخر بهن أوطانهن لما قدَمن وما يقدِمن لها بمشاركتهن الاجتماعية والثقافية والعملية والسياسية. يقع ضمن شهر تاريخ المرأة كذلك يوم 8 مارس الذي أختير ليكون يوم المرأة العالمي قبل ميلادي بعقود، والذي يعتبر عطلة رسمية في معظم دول العالم بهدف الاحتفال بالمرأة والتوعية بحقوقها ودورها الذي لا يقل أهمية عن دور الرجل في المجتمع. طبعا عندما نتطرَق لأي حديث يمس العالم اعتدنا أن نفصل، فنقول "العالم" المصطلح الذي يفهم من يقرأه خارج معاجم اللغة أنه يشمل كافة دول العالم ما عدا "العالم العربي" ثم نقول، أما "العالم العربي". وفي تطرُقنا لملف المرأة تحديدا، يأتي عامل إضافي حيث تدخل الخصوصيَة السعودية على الخط والتي أخَرتنا 34 عاما ويزيد عن اللحاق بنهضة المرأة حول العالم، فنقول: في "العالم"، وأمَا "العالم العربي"، وفي حين "السعودية"..! وبالرغم من كل عواصف الخصوصية السعودية التي تعصف بخطوات المرأة السعودية في محاولاتها للنهوض، إلا أن الكثيرات قاومن ونهضن وتجاوزن عقبات لم تضطر لمواجهتها لا نساء العالم ولا نساء العالم العربي، ما يجعل المرأة السعودية تستحق أن تختار يوم المرأة السعودية الخاص بها بين نساء العالمين إن لم يكن شهرا، يتم خلاله تكريمها لنضالها وتوعية النشء بكفاءتها وكفايتها وأهليتها الكاملة وانجازاتها، علَنا ننسيها بعض ما عانته لتقاوم الظروف الذكورية التي وقفت في وجه نجاحها، وربَما ننتج جيلا يكن احتراما أكبر للمرأة ولا ينظر لها بدونيَة ويعاملها على ذلك الأساس. يوم المرأة السعودية سيشهد على تاريخ مطالباتها بالتعليم والابتعاث والعمل وتكافؤ الفرص والمشاركة السياسية وقيادة سيارتها وحقوقها التجارية وحقوقها في معونات الدولة وحمايتها من العنف وأهليتها الكاملة بدون وصي بإذن الله. هنا أتوقف لأنوِه إلى أنني وضعت في اعتباراتي أن فئة ليست بهيِنة ممَن يقرؤون المقال سيقولون: تطالبون بالمساواة ثمَ تريدون يوماً للمرأة؟! ولذا لزم أن أزيح حمل التناقض عن كاهلهم وأنبِههم الى أن المرأة حتى بعد المساواة تستحق أن يحتفى بها، فهي لم تنل هذه المساواة بولادتها ولم تصل إليها بسهولة وهي التي استضعفها الرجل وأضعفها وليس العكس! وكل عام والمرأة بكل خير..