قبل فترة ليست بالقصيرة كتبت هنا تحت عنوان (الإعلام الرياضي المتهور من يفرمله؟!) واليوم أراني مجبرا للعودة وذلك بعد تصريح مدرب الرائد المقال ( الجزائري نور الدين بن زكري) حول وصفه لإعلاميي الرياضة بإعلاميي الرز واتبع ذلك بشرح يدمي القلوب ويحرك من به أرق. ثم التصريح الأكثر فجاجة وحمقا تصريح نائب نادي الخليج بعد مباراة فريقه قبل أسبوعين والذي اراد أن يخرج بأهداف الرياضة إلى مستنقع قد لا يتخيله إلا هو ومن لا يدرك خطورة الإعلام في هذه الفترة . ولازلت ومنذ عقود محتارا في تفسير غياب دور الإعلام في الرئاسة العامة لرعاية الشباب رغم حيوية دورها ، بل هو ذروة إختصاص ومهام إدارة الإعلام بالرئاسة ، بالتعاون الأكيد مع وزارة الإعلام ، التي سخرت كل إمكاناتها لخدمة هذه الأنشطة الرياضية المختلفة. وهنا أرى أن إدارة الإعلام بالرئاسة ، مطالبة أكثر من أي وقت مضى ، بتعيين لجنة إعلامية شاملة عليا ، تدخل تحت مظلتها الصحافة الرياضية والإعلام الفضائي المفتوح اليوم لمن هب ودب ولجنة المعلقين الرياضيين ، وتكون مهمة هذه اللجنة وضع الأسس والضوابط الكفيلة بتفعيل دور الإعلام الرياضي بما يواكب المرحلة ، والخروج به من المساحات الضيقة ، إلى ماهو أرحب وأشمل ، والنظر من خلال المصلحة العامة للكرة السعودية عامة ، التي لن نحققها إلا إذا قفزنا فوق كل ميول وإنتماء لا يضع المصلحة العليا فوق كل إعتبار ، ويكون إعلامنا الرياضي حاضرا دائما ، يترجم المنجزات ويجيرها جميعا لصالح الوطن ، من خلال إستراتيجية عملية ترسم خطوات إعلامنا الرياضي ، ولعلنا هنا بحاجة أكثر من أي وقت مضى كما ناديت بذلك منذ أكثر من ربع قرن حينما نشرت ذلك في مقالات متعاقبة سعدت يومها بخطاب شكر وإبداء إهتمام من المغفور له بإذن الله صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد الرئيس العام لرعاية الشباب وذلك برقم 2720في 12 /5 /1409ه إذ نحن اليوم فعلا بحاجة إلى أكاديمية متخصصة في مجال الإعلام الرياضي ، المرئي والمسموع والمقروء بما فيه التعليق الرياضي ووسائل التواصل الإجتماعي ، بدلا من أن تترك الساحة للإجتهادات الفردية ، ويدخل في عضوية هذه اللجنة ممثلين عن المشرفين على الصفحات والمجلات الرياضية والقنوات الفضائية ، التي تصدر من المملكة سيما ذوي الخبرة الطويلة في هذا المجال ، وهم الأقدر على إنتشال الإعلام . اليوم القنوات الفضائية وبالعشرات تتناول الرياضة السعودية على الهواء مباشرة مما سهل لكل ناقد وحاقد أن يستغل هذه المنابر جهلا منه وجهلا من بعض من يقومون على تلك البرامج وإن تفننوا في إبراز مواهبهم الثقافية التي لاتتجاوز عند البعض ثقافة "الرعاع في المدرجات" وإن كنت اترفع بالكثير ممن يرتادون المدرجات عن كثير ممن أبتلي بهم اليوم الإعلام الرياضي. مقدم برنامج رياضي يتحول إلى مروج حملة إنتخاب أحد رؤساء الأندية . وآخر لا يمكن يمر حلقة دون أن يوجه تحذيرات لمن .. يبقى المعني مجهولا إثراء الحوارات الإستفزازية التي لاتخدم الصالح العام . وآخر يقدم مشجعا يلقي بسموم العنصرية جهارا نهارا ويدعي ان ذلك يمرر بمهنية وحرفية اعتقد فصلها ذلك المذيع على مراده ومبتغاه. إعلاميون يجلبون اخبارهم التي يدعون انها حصرية من منازل رؤساء الاندية وأعضاء الشرف . لأن منازلهم تحولت إلى مقار لإبرام العقود ولن تعد مقار الأندية معروفة لدى كثير من الإعلاميين اللذين وصفهم (بن زكري ) بما قد يتوافق مع مداركهم . والمفروض منع أي عقود لاعبين او رعاية توقع في المنازل او الإستراحات وأنها إذا لم توقع بمقار الأندية تعتبر مخالفة صريحة للنظام ، ويشترط أن تسلم نسخ خلال 72 ساعة من توقيعها للاتحاد السعودي لكرة القدم .. كذلك هنالك خلل مقيت في صياغة بيانات لجنة الإنضباط وكذلك بيانات الأندية يترتب عليها في كثير من الأحيان ماهو أدهى وامر مما اصدرت من اجله تلك البيانات . ولعل بيان لجنة الإنضباط بخصوص حرمان جمهور النادي الأهلي من مباراة الفتح وبيان نادي الهلال بخصوص برنامج ( في المرمى ) أكبر شاهد على ذلك . اتمنى ان تدرك الرئاسة العامة لرعاية الشباب خطورة هذا الغياب والتجاهل وذلك لما فيه الصالح العام . وبالله التوفيق . جدة ص ب 8894 فاكس 6917993