أصبح لريادة الأعمال دور واضح على نحو متزايد في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، فمن الناحية الاقتصادية، تؤدى إقامة الأعمال الجديدة إلى تحفيز الأسواق وخلق فرص عمل والمساهمة في تخفيض مستوى البطالة كما أن لها تأثير مضاعف على الاقتصاد الوطني. أما من الناحية الاجتماعية، فإن ريادة الأعمال تعمل على تمكين المواطنين من ممارسة العمل الحر، إضافة إلى توليد روح المبادرة وابتكار منتجات حديثة وتغيير العقليات ، تلك التغييرات التي لديها القدرة على دمج الدول النامية في الاقتصاد العالمي، ونظراً لأهمية ريادة الأعمال فهي توصف كمحرك أساسي لدعم النمو الاقتصادي. لذلك، فقد كانت تنمية ثقافة ريادة الأعمال هدفاً استراتيجياً لكثير من الدول المتقدمة ، والذى يمكن تحقيقه عن طريق توفير البيئة المواتية من خلال المناهج التعليمية في المراحل المتوسطة والثانوية وكذلك الجامعية، حيث أن التعليم والتدريب يعتبران من العوامل المهمة في توسيع مفهوم ريادة الأعمال وإلقاء الضوء على أهميته في تنمية المجتمع وتطور الاقتصاد المجتمعي. كما أثبت قطاع ريادة الأعمال مساهمته الفاعلة في تنمية السوق وخاصة المشاريع الصغيرة والمتوسطة من خلال تيسير الحصول على التمويل ودعم رواد الأعمال وتوليد روح المبادرة والابتكار وتطبيق الفكر الحديث وأيضاً له جانب مهم لتشجيع الشباب والشابات من الخريجين للاندماج في ريادة الأعمال لدفع عجلة التنمية المستدامة للاقتصاد الوطني. لذا، من الضروري تعميق مفهوم ثقافة ريادة الأعمال وأهمية دور المشروعات الصغيرة والمتوسطة من خلال عرض الفرص والتحديات التي تواجه تلك المشروعات، وإمكانية سد الفجوة القائمة بين حديثي التخرج ومتطلبات سوق العمل، بالإضافة إلى عرض نماذج للتجارب الناجحة لرواد الأعمال. ولن يتحقق التطوير الفعلي لقطاع ريادة الأعمال مالم يتم تفعيل الممارسات الصحيحة والبرامج المساعدة التي من شأنها المساهمة في دفع عجلة تنمية هذا القطاع.