لا شك ان العدو الأول الذي يزج بصاحبة في الدرك الأسفل من النار ويحبط اعماله هو لسان المرء ، إذا كان هذا اللسان قد اعتاد على اللهو والاستهانة بأعراض المؤمنين والمؤمنات الغافلات ، لاسيما في مجتمع أصبحت المطلقة على وجه الخصوص فيه أشبة بمرمى لمثل هؤلاء الذين يتجردون من الخشية من رب العباد. حدثتني إحدى صديقاتي عن معاناتها التي تواجهها في مجتمعها النسائي وبكل ألم وخيبة أمل قالت أنها تواجه أشكال الاضطهاد والعنف اللفظي من بعض من تعتقد أنهن من "النواعم" ومرهفات الحس حتى وصل ببعضهن الأمر إلى التباهي بالطعن والمساس بشرف الأخريات لا لسبب واضح ولكن مجرد "عقدة" مجتمع تتلخص "بمطلقة" أو "عانس" أو "فقيرة" لم يحالفهن الحظ فهكذا كانت أقدارهن ليجدن أنفسهن فجأة بين مخالب بعض من يستلذون بأكل لحوم البشر دون مراعاة لما يترتب عليه من معاناة نفسية وعقوبة إلهية لكون ذلك يندرج تحت الغيبة والنميمة التي تعد من الكبائر فقد قال جل من قائل في كتابه العزيز ( إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلاً كريماً ) النساء . ومن المؤكد أن الغيبة والنميمة هي من العادات المقيتة التي يتصف بها غالباً "الجبناء" من القوم ممن ابتليوا بمرض الحسد ونسيوا أن اللسان هو العدو الأول للإنسان فحينما خلقنا سبحانه وتعالى لم يخلق هذا العضو فينا عبثاً ولكن للطاعة وقد وردت عدة أحاديث شريفة تحذر من مغبة الزج باللسان فيما من شأنه الإضرار بالآخرين حيث قال رسول الله صلى الله علية وسلم في الحديث الذي رواه عبد الله بن عمر رضي الله عنه وصححه البخاري ومسلم ( المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه ) كما قال صلى الله عليه وسلم في رواية ابو هريرة رضي الله عنه" "الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يَخْذُلُهُ وَلَا يَحْقِرُهُ التَّقْوَى هَاهُنَا" وَيُشِيرُ إِلَى صَدْرِهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، بِحَسْبِ امْرِئٍ مِن الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ". رسالتي لؤلئك الذين ابتلوا بهذا الداء أن يتقوا الله والحذر من الغيبة ظاهرة كانت أو خفية فأنها آفة خطيرة من آفات اللسان التي ربما تكون سبب من أسباب التعاسة في الحياة وبعد الممات فيامن سلطتي لسانك على أعراض الغافلات اعلمي أنها ترفع يديها لرب لا يرد دعوة مغبون فاحذري من دعوة مظلوم ومغبون واحفظي لسانك يا امة الله فربما يشقيك في دنياك وأخرتك وتذكري دوماً قولة سبحانه "مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ". بقلم بسمة المصري