يبدو أن الكرة الأرضية قد ضاقت بسكانها كثيراً حتى جعلتهم يعتزمون القيام برحلة (هجة جماعية) One Wayمن كوكب الأرض المزعج إلى كوكب المريخ الهادئ. فقد قالت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية والخبر على ذمتها إن 200 ألف شخص من بينهم 500 سعودي وعلى رأسهم الكابتن عبدالله الزهراني قد تقدموا بطلبات للمشاركة في رحلة الذهاب (بلا عودة) إلى المريخ من أجل العيش هناك! فيما أصدرت هيئة شرعية في دولة الإمارات الشقيقة فتوى تحرم العيش على كوكب المريخ استناداً إلى أنه إنتحار نظراً للمخاطر التي سوف يتعرض لها الشخص المغامر اللي (بايعها) بتراب. وقد صدرت تلك الفتوى رداً على الاقتراح المقدم من شركة "مارس وان" الهولندية بإرسال أربعة أشخاص فى رحلة الذهاب بلا عودة إلى الكوكب الأحمر في عام 2022. قد يبدو الخبر للقارئ كطرفة في الوهلة الأولى , غير أن هذا الخبر يحمل بين طياته قنبلة موقوتة قد تنفجر في أية لحظة. فما هي الأسباب التي دفعت الشباب بكل تلك الحماسة للتفكير والعزم على الانتقال من كوكب الأرض بجميع مشاكله و (بلاويه) إلى كوكب المريخ؟! حتماً هذه السخرية ناتجة عن الواقع البائس الذي يعجز الشباب عن تغييره , لأنه لم يساندهم أو يساعدهم في شيء من أجل تحسين مستواهم المعيشي والوظيفي والحياتي على هذا الكوكب بشكل عام. وبعيداً عن السخرية أنا سأنتظر عودتكم من المريخ "إن عدتم" , ثم سأستفسر منكم ما إذا كانت شبكات (الواي فاي) هناك تعمل بشكل جيد , فحتى لو (هجينا) وتركنا لهم الكرة الأرضية أريد على الأقل أن أشاهد (اليوتيوب) أو اكتب لكم مقالاً من المريخ لا يطاله (مقص الرقيب) ولا يتوقف فيه قلمي عند خطوط حمراء أو صفراء. ما يدعو للحيرة فعلاً , أن الناس كانوا على مر العصور يتنقلون من بلد لآخر , ولكن على مايبدو أن التاريخ سوف يسطر ويؤرخ مستقبلاً تنقلهم أيضاً من كوكب إلى آخر بدون أي عوائق أو حجوزات غير مؤكدة. هذا يعني أني قد أكون من سكان الأرض وأذهب إلى ما وراء الشمس لتقضية عطلتي الصيفية. ياسلام يعني على قولهم بالبلدي (فَله).