كانت فرصة إنني تواجدت في جدة في الإجازة الماضية للمدارس وحضرت مهرجان جدة التاريخية والذي كان رائعا في كل شيء فقد أعاد لنا هوية جدة القديمة وقد استمتعت مثل غيري بهذا المهرجان الذي أقيم في حارات جدة القديمة ابتداء من ميدان البيعة ( باب المدينة ) إلى وسط المنطقة التاريخية ، سيما وإنني عشت جزءا من طفولتي في حارة اليمن التي كان لها طعم خاص ومذاق آخر فقد أعاد في ذهني تلك الفترة الجميلة من الزمن الجميل ..لقد كانت جدة فاتنة عندما كنت صغيرا ففتنت بها ،وكانت فرصة أيضا لتعريف أبنائنا بماضي الأجداد وذلك الموروث العظيم لقد كان هذا المهرجان متعة كبيرة للصغار قبل الكبار الذين استمتعوا بالمراجيح القديمة وركوب عربات (الكر) التي تجرها ( الحمير) ومشاهدة السقا ورجال العسة زمان ، وبائع اللبن والمشروبات الباردة الذي كان يتجول في كل الحواري وكيفية التعليم زمان (الكتاتيب ) وكانت أسئلتهم لاتنتتهي لمعرفة كل جزء من كيفية حياة أبائنا وأجدادنا زمان لقد عاشوا معنا الماضي بكل تفاصيله وكنت أشاهد الشباب والصغار من أولاد وبنات وهم بكاميراتهم يتجولون في حارات جدة ويوثقون كل التفاصيل الصغيرة بعدسات كاميراتهم وجوالاتهم الذكية وكنت أغوص معهم في أعماق الماضي من تاريخ جدة القديمة . لقد توهجت جدة على مدى العشرة أيام التي هي أيام المهرجان قضينا فيها وقتا ممتعا من خلال الكرنفال الاحتفالي الجميل والذي كنا على موعد كل ليلة مع الفن الأصيل على أنغام الصهبة والمزمار فأضأت لياليها من خلال هذا المهرجان ، وكانت للأسرة والأطفال فرصة كبيرة لتتذوق الأكلات الشعبية بنكهة الماضي من خلال المطاعم الشعبية المنتشرة على طول المسار والتي تشتهر بها جدة مما جعلوا للمهرجان طعما آخر . وأنا كنت اشرح لهم تلك التفاصيل الدقيقة والجميلة إنسان جدة وعن حارة المظلوم وحارة البحر وحارة اليمن وسوق الندى وسوق العلوي وبرحت العيد روس وعن بيوت جدة التاريخية التي لازالت شامخة بأسماء عائلاتها العريقة والتي مازالت أيضا شاهدة على التاريخ ، وشردت بذهني بعيدا أطارد الماضي في حارتها الضيقة وأزقتها المتعرجة لكي اجتر ذكريات الطفولة والماضي في فترة من الزمن الجميل الذي شكل فيها تركيبة عمري وأعاد في ذهني طعم تلك الحياة التي لايمكن نسيانها . كل هذه البيوت والأسواق والأزقة والأربطة تثير فيك ذكريات وشجونا.. فقد استوقفتني تلك الأماكن كثيرا أمامها . كاتب صحفي