احترام حقوق وخصوصيات الآخرين أمر مهم ومطلوب من الجميع , والإسلام بل جميع الأديان تحث على ذلك وتدعو له .. سواء أكانت حقوقاً مادية أو أدبية . حيث لا يجوز الاعتداء عليها بأي حال من الأحوال . وهذا ما يجب أن يعيه كل فرد من أفراد المجتمع ويلتزم به تماماً . فكما يحرص كل إنسان على حقوقه وعدم المساس بها , فإن الآخرين لا يقبلون استلاب حقوقهم أو الّتنازل عنها. وقد لاحظنا في الآونة الأخيرة عدم اكتراث بعض الأشخاص بتلك الخصوصيات وتجاوزها بفعل ما يريدون دون مرعيات . ونعزو ذلك لعدم فهم الواقع ونقص الوعي . ومثال ذلك ما يقوم به بعضهم من التقاط الصّور - خلسة - لمن حولهم أو نشر مقاطع يوتيوب لآخرين دون علمهم أو أخذ الإذن منهم , بقصد التفكّه والضّحك على حساب أولئك وعدم احترام مشاعرهم وكرامتهم , أو الاهتمام بأدنى حقوقهم , سواء في المدارس والجامعات أو الملاعب وقاعات الأفراح والأسواق , أو في أي موقع من مواقع الحياة العامة , ويعدّ ذلك من باب التّشهير وإلحاق الضرر بالآخرين التي يجرّم عليها النّظام. وقد أحسنت وزارة التّربية والتّعليم صنعاً بتعليماتها الأخيرة – المشدّدة – في هذا الجانب , والتي أوضحت في تعاميمها بأن تصوير الطلاب والطالبات اختراق واضح وصريح لخصوصياتهم , وأن المتجاوزين مخالفون للنّظم والأمانة التي يعاقب فاعلها , باعتبارها من الجرائم المعلوماتية المنصوص عليها . وتلافياً لذلك منعت التصوير في المدارس لأي غرض إلا بإذن رسمي من الجهة المختصة. وحقيقة فإن ما نراه أحياناً يدعو للقلق من تزايد هذا الفعل المشين , دون إدراكٍ لأبعاده ومخاطره . وقد أعلنت أكثر من جهة رسمية في الدولة استياءها الشديد من كثرة المتجمهرين عند وقوع الحوادث أياً كانت ! ومنها الهلال الأحمر والدّفاع المدني والمرور ... كون هذا التّجمهر يعيق عملهم , خاصّة وأن غالبيتهم يحملون هواتفهم المحمولة لتصوير المشاهد المؤلمة سواء لنشرها أو لغير ذلك .. دون حرج من فعلهم غير المسؤول , ولا مبالاة بمشاعر المصابين وذويهم . وربما تكون مؤذية حتى لمشاعر من يشاهدها , في ظل غياب الحسّ الإنساني وضياع القيم النّبيلة وانعدام الشّهامة في مثل هذه المواقف بالنّجدة والمساعدة أو على أقل تقدير إفساح المجال لمن يقوم بتلك المهام. والأمر يمتدّ حتى لدى بعض النساء أحيانا في المدارس والجامعات ومثل ما يحدث أيضاً في قاعات الأفراح .. فرغم الإعلان بعدم السّماح بالتّصوير أو حتى الدّخول بالهواتف التي تحمل (كاميرا تصوير) فإن هناك فتيات يتجاوزن ذلك بكل استهتار , باختلاس الصّور والمقاطع لأي غرض , دون إدراك منهن بأن ما يقمن به يعدّ من الجرائم الإلكترونية التي يعاقب فاعلها بموجب أنظمة مكافحة جرائم المعلوماتيّة وأن من يفعل ذلك يقع تحت طائلة العقوبات النّظامية من قبل الجهة المختصّة في وزارة الدّاخلية. ومع أن وزارة التّربية والتّعليم حرصت مشكورة من خلال إجراءاتها الجيّدة إلى نشر ثقافة الممارسات الصّحيحة والتّنبيه على السّلوكيّات الخاطئة والابتعاد عن التّصرفات غير المقبولة بين جميع منسوبيها وطلابها .. فإن من واجب وزارة الثّقافة والإعلام عبر الوسائل المختلفة العمل المدروس لتوعية المجتمع بكل فئاته بعدم إشاعة الفوضى أونشر الضّرر والمحافظة على القيم والثّوابت , ومراعاة العادات والتّقاليد , واحترام الخصوصيّة والحياة الشّخصية للأفراد وتثقيف الجميع بأهمية التقيّد بالآداب والالتزام بالأخلاقيّات واحترام الحقوق العامّة. [email protected]