احترام الخصوصية من الصفات الاجتماعية التي تتميز بها المجتمعات المتحضرة، لذلك أثار فصل جامعة الملك فيصل في الأحساء إحدى طالباتها بعد قيامها بتصوير زميلاتها داخل إحدى الكليات دون علمها العديد من التعليقات علي موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك. حيث انتقدت "ريم العرينان" اختراق الطالبة لخصوصيات زميلاتها بالكلية، لأن الإسلام نهى عن التجسس لأن حرمة الحياة الخاصة عدوها اللدود سوء الظن الذي يعقبه غالباً التجسس المحرم شرعاً، كما قال تعالى {يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيراً من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضاً}. وأكدت "Noura Al-Salman" أن الإسلام جعل هناك حدوداً للخصوصية الخاصة داخل بيت الإنسان نفسه، وجعل لدخول البيوت شروطاً تضمن حرمتها وعدم التجسس الذي يعد أخطر أدوات انتهاك الخصوصية، لقوله تعالى }يأيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتاً غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها ذلكم خير لكم لعلكم تذكّرون{. ورحب "عبدالرحمن الخالدي" بفصل الطالبة لأن الفقه الإسلامي قد اعتنى بمسألة احترام خصوصية الانسان وحرمة عوراته سواء في منزله أو في مقر عمله وكل ما يتعلق بأسرار حياته الخاصة العائلية والمهنية والمالية والطبية. كما رأي "محمد الأدغم" أن لكل فرد الحق في الخصوصية، فهذا المبدأ يشعر الانسان باستقلاليته، ويزيد من ثقته بنفسه، مما يجعله قوياً، واثقاً وقادراً على الاعتماد على نفسه، قائلاً: لكل فرد سر في حياته لا يريد للاخرين أن يكتشفوه، وعند محاولة ذلك من قبل المحيطين، فستكون ردة الفعل عنيفة، فانتهاك الخصوصية جريمة يجب أن يعاقب صاحبها، مهما يكن. وعن الخصوصية، اشارت "خلود عبد العزيز" إلى أن خصوصية الإنسان تصاحب الشخص منذ ولادته وحتى مماته، أي بمعنى آخر لا يجوز أن يتدخل أحد في حياة الإنسان الخاصة، ولا بخصوصياته الفردية، معتبره أن العادات والتقاليد منذ نشأتها حافظت على خصوصيات الإنسان الخاصة والفردية ودعمتها بكل الوسائل المتاحة لإبقاء شخصية الإنسان قائمة ومستقرة ومستقلة. وحذرت "هبه تهامي" من انتشار هذه الظاهرة في المجتمع السعودي، وشددت علي وجوب أن يحترم الفرد خصوصية الشخص الآخر دون أن يدفع نفسه بداعي الفضول ومبدأ الاستبداد والتدخل السافر في التحدث عن خصوصيات الناس والأفراد الآخرين ومحاولة التأثير على خصوصياتهم. وأرجع سبب "محمد العودة" انتهاك الطالبة لخصوصية زميلاتها إلى ضعف الثقافة أو قلة المعرفة أو حتى التخلف العلمي والتعليمي، لذلك أكد "mohamed draj " على أن محطات العلم والتعلم ومنتديات الثقافة والمعرفة والبيئات الاجتماعية الصحيحة الصالحة تصنع من الانسان نموذجاً قادراً على الابتعاد عن الحالات السلبية والعادات السيئة ومنها مصطلح (الفضول) الذي يعتبر نقطة مظلمة في شخص الانسان. وقال "Zuhair Alahmadi":خصوصية الإنسان ليست في الأماكن العامة كالجامعات والمدارس والمراكز التجارية، وإنما تكون في الاماكن ذات الطبيعة الخاصة كالمنازل ودورات المياه، لذلك اعتبر هذه العقوبة مجحفة جداً بحق الطالبة.