ما إن يراه أطفال "الحي" حتى يتهامسون فيما بينهم "جاكم بيرق الفجعة" عندها تتابعه أعينهم إلى أين يذهب ومن هو المطلوب الذي جاء لكي يأخذه أو يطلب منه مراجعة "الكركون" مركز الشرطة أو مديرية الشرطة "الخالدية" مع أنه رجل معتد بنفسه ذو خلق فاضل وأرومة لا تنكر "وبيرق الفجعة" اطلق عليه دون أن يصل إلى سمعه هذا الوصف إلى أن توفاه الله حسب معرفتي لأن أبناء الحي على درجة عالية من "الأدب" لا يودون جرحه لكنهم متمسكون بهذا النداء بينهم كأنه "كود" "وبيرق الفجعة" المقصود به نقيب عمدة الحارة الذي يحمل أختام "العمدة" والذي يتواجد طوال الوقت في المركاز عندما كان لذلك المركاز "صولجانه" حيث تدور حوله كل أحداث "الحارة" من أفراح ومكاره هو يتولى رعايتها فبدونه لا يتم شيء أبداً فترى العمدة هو الأب الروحي لأهل الحارة الذي يغطي على بعض القضايا التي في معرفتها اضرار باصحابها فيقوم بعلاجها بطريقته الخاصة ويكون النقيب هو يده اليمنى التي لا يستغنى عنها أبداً. صحيح بعض العمد حريصون على أن لا يطغى ظهور النقيب على ظهوره هو فيعمد إلى تقليص مهامه الداخلية للحي ويكتفي بدوره في الأعمال التي لها شراسة مع بعض المطلوبين "للشرطة" أو الإمارة فأصبح جديراً بذلك اللقب وهو "بيرق الفجعة" الفجعة في "مصطلحها" الاجتماعي هو من "الفجيعة" التي يحملها ذلك الرجل إذا ما طرق باباً في "الحارة" يصيب أهل تلك الدار "بالفجيعة". وربنا لا يفجعكم أبداً ورحم الله ذلك الدور الأبوي الذي كان يقوم به "العمدة" مع احترامي الكبير لعمدنا هذه الأيام.