في ليلة عادت بشريط الذاكرة للأمس البعيد بحساب الزمن القريب إلى الوجدان الساكن في قلب جدة التاريخية، استضافت ديوانية جدة حديث الأفئدة الذي استعرض العمدة والمركاز والدور الذي كان يضطلع به عمدة الحي في تلك الحقبة الزمنية وما يتطلع إليه في الوقت الراهن. وتحدث في الأمسية أقدم عمدة في جدة، عبدالصمد محمود عبدالصمد عمدة حارتي اليمن والبحر قائلا «خلافا للمكانة العالية التي يحتلها مركاز العمدة فإنه قلب الحارة النابض الذي يتولى متابعة شؤون سكان الحي والفصل في نزاعاتهم والمشاركة في مناسباتهم؛ أفراحهم وأتراحهم. وفي المركاز يجلس العمدة الذي يعرف كل شيء عن سكان الحي ويتبنى قضاياهم». وأضاف: كان للعمدة الحق في سجن من يخرج عن التقاليد كأن يرتكب عملا مشينا، وحتى عندما يطلب من شخص الحضور للشرطة فإن بإمكان العمدة إرجاء وقت حضوره حتى ينظر في الأمر وربما يتمكن من إنهاء موضوع الاستدعاء. وأشار العمدة عبدالصمد إلى أن مركاز العمدة كان بمثابة الجامع أو المدرسة حيث تتم فيه مناقشة كل ما يتعلق بأمور الحي واحتياجاته، بالتشاور بين وجهاء وأعيان ومشايخ الحي، وهو مستودع أسرار العوائل وأحوالهم، ويباشر رصد الحالات الفقيرة والأرامل وتسجيل المحتاجين من أهل الحي لدى الجهات والجمعيات، ويناقش احتياجات الحي لدى الإدارات الحكومية. وزاد أن دور العمدة كان بمثابة حلقة الوصل الأساسية بين الأحياء والسكان، ولفت إلى أن المركاز انطلق منه دور العمدة الحقيقي المتمثل في الدور الاجتماعي من ناحية تقديم المساعدة لسكان الحي والأيتام والأرامل والفقراء من خلال حث الأثرياء من أهل الحي على تقديم المساعدة لمن يحتاج إلى مد يد العون، إضافة إلى تسجيل المحتاجين من أهل الحي لدى الجهات والجمعيات الخيرية، كما يشارك العمدة أهل الحي السراء والضراء.