رعى صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز وزير التربية والتعليم رئيس هيئة جائزة الملك فيصل العالمية المدير التنفيذي لمؤسسة الملك فيصل الخيرية، مساء أمس بحضور صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل بن عبدالعزيز رئيس مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية وصاحب السمو الملكي الأمير تركي بن عبدالله بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة الرياض ، حفل إعلان أسماء الفائزين بالدورة ال 36 لجائزة الملك فيصل العالمية لعام 1435 - 2014 م ، بقاعة الاحتفالات بمبنى مركز الخزامى التابع لمؤسسة الملك فيصل الخيرية في الرياض. وفي بداية الحفل ألقى صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل كلمة دعا الله فيها أن يوفق الجميع لما فيه خير الدنيا والآخرة وأن ينعم على الجميع بالأمن والاستقرار في هذه المنطقة من العالم ، حتى يتفرغ الجميع لخدمة الأوطان والشعوب ، لنرقى إلى طموحات القيادة وتطلعات المواطن. وقال : " نحن في هذا البلد العظيم منّ الله علينا بنعمة الإسلام ثم بنعمة القيادة الرشيدة التي تشارك المواطن في تحقيق طلباته قبل طلبها ونعمة الأمن والاستقرار حيث نرى منطقتنا العربية وللأسف وهي تشتعل بنار الفتنة ويشتد فيها الحراك ، حراك القتل والتجييش والتدمير ، في مقابل ما يحدث في هذا الوطن العزيز من حراك فكري ثقافي علمي يتوهج بين مواطنين ويستفيد منه من يزوره أو يقلده ويستفيد منه. وأضاف سموه : " ما هذه الجائزة ولا هذه المؤسسة إلا نتاج هذا الفكر وهذا الأمن وهذا الاستقرار الذي تنعم به هذه البلاد شعبًا وحكومةً وقيادةً ، والحمد لله رب العالمين ، ولعلنا نقابل هذه النعم بالشكر ، والشكر بالعمل وليس بالقول فقط ، فنحن قد عاهدنا الله سبحانه وتعالى أن نكون في خدمة شعبنا أولاً ، ثم أن نكون في خدمة كل شعوب العرب والمسلمين ، ونرجو من وراء هذه الأعمال الكبيرة الثقافية والعلمية والحضارية التي تتسابق يوميًا في كل منطقة من مناطق المملكة أن نسجل اعترافًا لله سبحانه وتعالى بالشكر والتقدير ، راجين من الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا دائمًا لأن نكون عند حسن ظن قادتنا وشعوبنا. وأشار سموه إلى أن هناك عدة مقترحات لإضافة جائزة أخرى على الجوائز الخمسة ، ومعروض حاليًا على هيئة الجائزة، وسوف تنظر فيها إن شاء الله. وعبر سمو وزير التربية والتعليم عن شكره للحضور في هذا الحدث الثقافي العملي الحضاري السنوي الذي يحمل اسم ذاك الرجل العظيم فيصل بن عبدالعزيز - رحمه الله - مهنئًا الفائزين بالجائزة في فروعها الخمسة المختلفة (خدمة الإسلام، الدراسات الإسلامية، اللغة العربية والأدب، الطب والأدب). عقب ذلك أعلن الأمين العام لجائزة الملك فيصل العالمية الدكتور عبدالله بن صالح العثيمين أسماء الفائزين بجائزة الملك فيصل العالمية 1435ه - 2014 م ، وتلي بيان الجائزة التالي : بعونٍ من الله وتوفيقه اجتمعت لجانُ الاختيار لجائزة الملك فيصل العالمية بفروعها الخمسة: خدمةِ الإسلام، والدراساتِ الإسلامية، واللغةِ العربية والأدب، والطِب، والعلوم؛ وذلك في سلسلة من الجلسات امتدت من يوم الأحد الحادي عشر من ربيع الأول عام 1435ه إلى يوم الثلاثاء الثالث عشر من الشهر نفسه الموافق للثاني عشر إلى الرابع عشر من يناير عام أربعة عشر وألفين ميلادية، وتوصلت إلى القرارات الآتية: أولا: قررت لجنة الاختيار لجائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام هذا العام (1435ه/2014م)؛ منح الجائزة لفضيلة الشيخ الدكتور أحمد أبو بكر ليمو، النيجيري الجنسية؛ رئيس مجلس أمناء مكتب هيئة الإغاثة الإسلامية في نيجيريا، وذلك للمبررات التالية: 1- يتمتع الشيخ أحمد ليمو بشخصية علمية رصينة مع تَمسُّك أصيل بالإسلام وانفتاحٍ فكري واعتدال ووسطية، وهو عضو في كثير من المنظمات الإسلامية العالمية في مختلف أنحاء العالم. 2- وله جهود تعليمية ودعوية وتطويرية كبيرة تمثَّلت في إلقاء مئات المحاضرات والدروس والندوات والدورات. 3- وقد ألَّف عدداً من الكتب الإسلامية والمراجع المدرسية التي سدت جزءً كبيراً من حاجة المجتمع النيجيري بالذات. وأصبحت مرجعاً للأجيال المسلمة في نيجيريا في فهم الإسلام والتعمق في دراسة العقيدة الإسلامية. 4- أسس عدداً من الجمعيات والمدارس والأوقاف؛ مثل جمعية الوقف الإسلامي التي أصبحت من أهم المؤسسات المشاركة للبنك الإسلامي للتنمية في مجال المنح الدراسية في نيجيريا. 5- وللشيخ أحمد دوره البارز في دعم حقوق المرأة المسلمة في نيجيريا بشكل متواصل، ومن ثمراته تأسيس اتحاد الجمعيات النسوية الإسلامية في نيجيريا، والحث على التعايش السلمي، والتغلُّب على العنف الطائفي في البلاد. 6- كما أسس معهد الدعوة الإسلامية لمحاربة التطرف. 7- وقد مُنِح عدداً من الأوسمة والجوائز الوطنية والدولية نظير خدمته الطويلة للإسلام والمسلمين. ثانياً: قررت لجنة الاختيار لجائزة الملك فيصل العالمية للدراسات الإسلامية منح الجائزة هذا العام 1435ه (2014م) وموضوعها: (التراث الحضاري لمكة المكرمة) لمعالي الأستاذ الدكتور عبد الوهاب بن إبراهيم أبو سليمان (السعودي الجنسية)، عضو هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية. وقد مُنحت الجائزة لمعاليه لجهوده العلمية المتنوِّعة الراصدة والموثقة لتفاعل الناس حضارياً في الحرم المكي وما حوله وبخاصة كتابه باب السلام، معيداً رسمها في حقب تاريخية مهمة، واتسم عمله بالموضوعية العلمية مع تنوع مصادره الأصيلة. ثالثاً: قررت لجنة الاختيار لجائزة الملك فيصل العالمية للغة العربية والأدب منح الجائزة هذا العام (1435ه -2014م)؛ وموضوعها (الدراسات التي تناولت الرواية العربية الحديثة)، للدكتور عبد الله إبراهيم علاوي البوصباح (العراقي الجنسية)، الخبير الثقافي في الديوان الأميري بدولة قطر. وقد مُنح الجائزة تقديراً لأعماله العلمية وإسهاماته في دراسة الرواية العربية الحديثة. فقد درس الرواية العربية الحديثة في عدد من مؤلفاته, وكان ذا اطلاع واسع على المدونة السردية العربية مَكَّنَه من ضبط هذا التخصص المتعدد الموضوعات والإشكالات. وكانت تحليلاته موفقة إلى حد بعيد وقائمة على قدر من المحاجة والإقناع. وقد أخضع ذلك كله للعناصر الأصيلة والوافدة من الآداب والثقافات؛ رابطا الخطاب السردي العربي بغيره من الخطابات الأخرى. رابعاً: قَرَّرت لجنة الاختيار لجائزة الملك فيصل العالمية للطب منح الجائزة هذا العام (1435ه -2014م)؛ وموضوعها (التشخيص غير التدخلي في أمراض الأجنة)، إلى البروفيسور يوك منج دنس لو Yuk Ming Dennis Lo (الصيني - البريطاني الجنسية)، مدير معهد لي كاشنج للعلوم الصحية ورئيس قسم علم الأمراض الكيميائية، وأستاذ الطب الباطني بجامعة هونج كونج الصينية. وللبروفيسور لو دور رائد في مجال التشخيص غير التدخلي في أمراض الأجنة؛ إذ استطاع في عام 1989م أن يتعرف على جنس الجنين بفحص حامض دنا وحامض رنا في دم الأم، وتعرف على آلية حدوث ذلك، وقد استخدم في أبحاثه أحدث التقنيات مع طرق إبداعية أدت إلى نتائج غير مسبوقة لوضع أولى اللبنات على طريق التشخيص غير التدخلي، وحفزت هذه النتائج مجموعات عديدة من الباحثين في تطبيق الطرق التي استحدثها في ممارساتهم السريرية في فحص أمراض الأجنة وتشخيصها، وواصل أبحاثه في هذا المجال بصورة متعمقة عبر عشرات السنين، وله الفضل في استبدال التشخيص التدخلي، وما صحبه من مضاعفات على الأم والجنين، بالتشخيص غير التدخلي في أمراض الأجنة. خامساً: قررت لجنة الاختيار لجائزة الملك فيصل العالمية للعلوم منحَ الجائزة هذا العام (1435ه -2014م)؛ وموضوعها (الرياضيات) إلى البروفيسور جيرد فولتينجز Gerd Faltings - الألماني الجنسية، مدير معهد ماكس بلانك للرياضيات في بون. ويعرف البروفيسور فولتينجز بمساهماته الرائدة في الهندسة الجبرية و نظرية الأعداد وتجمع أعماله بين الإبداع والرؤية والقوة التقنية. وقد قدم أدوات وتقنيات مذهلة وجديدة تُستخدم باستمرار في الرياضيات الحديثة. وقد لعبت رؤاه العميقة في التماثلات المرافقة p-adic للمتنوعات الجبرية دوراً أساسيّاً في التطورات الحديثة التي شهدتها نظرية الأعداد. ولأعماله حول الفضاءات الترددية للمتنوعات الأبيلية وكذلك لبرهانه الشهير لتخمين مورديل تأثير كبير على الهندسة الجبرية الحسابية. ولقد قدم أفكارا هندسية وتقنيات جديدة في نظرية ديوفانتاين للتقريب، مما أدى إلى برهانه لتخمين لانج في النقاط الكسرية للمتنوعات الأبيلية وإلى تعميم بعيد المدى لنظرية الفضاء الجزئي. وللبروفيسور فولتينجز مساهمات هامة في نظرية الحزم المتجهة على المنحنيات الجبرية والتي أدت إلى برهانه لصيغة فيرليند وإلى معياره التماثلي المرافق لشبه الاستقرار. كما أن موضوعات الفروع العلمية للجائزة في السنة القادمة (1436ه -2015م) كما يأتي: الدراسات الإسلامية: التراث الحضاري للمدينة المنورة. اللغة العربية والأدب: الجهود المبذولة في تعريب الأعمال العلمية والطبية. الطب: الميكروبات المعوية وصحة الإنسان. العلوم: الكيمياء. والأمانة العامة لجائزة الملك فيصل العالمية تحمد الله على توفيقه، وتشكر أعضاء لجان الاختيار الكرام والخبراء والمحكمين الأفاضل على ما قاموا به من جهود عظيمة، كما تشكر كل من تعاون معها من المنظمات الإسلامية والجامعات والمؤسسات العلمية بالترشيح، وتتقدم بالتهاني الخالصة للفائزين، آملة أن يمد الله العاملين في حقول الخير بالعون والرعاية. حضر الحفل أصحاب السمو الأمراء والمعالي الوزراء وعدد من المسئولين وأعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدين لدى المملكة والفائزين بالجائزة.