الاغنية الإماراتية غزت الفضائيات وتغنى بها كل الفنانين تقريباً والحمد لله ان هذا الغزو لم يلحق أيام عز الأغنية وفقر الفنانين الكبار والا لوجدنا عبدالحليم يغني من إلحان فايز السعيد ( بطل الباب يا حبيبي شو بلاك قاسي علي ) !. الاغنية كانت احد الأسباب الرئيسية لإزدهار الشعر وخصوصاً القصيدة الحديثة وأفرزت لنا عدد من القصائد الخالدة وعرفتنا على الكثير من الشعراء . لكن كل ذلك كان في زمن البحث عن النص الذي يستحق التلحين والغناء وليس في زمن القصيدة المعلبة ولا الالحان المكررة التي أصبحت تتسابق لمواكبة حدث وإستفزاز اكبر قدر من الراقصات حول مائدة الإيقاع السريع . الامارات الحبيبة بلد متطور وبشكل مذهل ونتاج تطوره اصبح قبلة أهل الفن ومكانهم المفضل ولكن لذلك ضريبة فهناك شخص اسمه فايز السعيد لا أعرف كيف يستطيع إقناع عمالقة الفن بغناء نصوص ( اي كلام ) مركبه على لحن واحد للجميع مسرع في البداية او في النهاية والعامل المشترك في جميع اغانيه انها صالحة للرقص الشعبي الاماراتي !. ما يحدث لايخدم الاغنية الاماراتية ولا فنها الشعبي بل انه يسيء اليها كثيراً لأن هناك من يعتقد ان هذا الفن ( المقزز ) ( السطحي ) ( الممل ) هو الفن الاماراتي وان هذا الموروث ( المشوه ) هو الموروث الشعبي للامارات !. وين فن ميحد حمد ذلك الفنان الذي عرف كيف يمزج الكلمة الاماراتية مع الموروث الشعبي للبلاد ليقدم أغاني خالدة ترددها الاجيال . بداية تورط الاغنية الاماراتية مع السرعة والحركة والرقص كانت مع عبدالله بالخير الذي ورط الفن باغنيته ( علايه ) ليأتي السعيد ويواصل .. وليتنا من علايه كنا سالمين .