تصوير- محمد الحربي : حظي منتدى "حلول مياه مبتكرة لمستقبل واعد" الذي نظمته شركة المياه الوطنية يوم أمس الأربعاء وللعام الخامس على التوالي على هامش منتدى المياه والطاقة في جدة بحوارات مثمرة من قبل المختصين المحليين والعالميين حول المبادرات الجديدة والحلول المائية والبيئية المبتكرة نحو تطوير استراتيجيات المياه المستدامة والفرص الاستثمارية الحالية والمستقبلية والاتجاهات التقنية الحديثة في صناعة وإدارة الطلب على المياه محلياً وعالمياً. وقد افتتح الرئيس التنفيذي لشركة المياه الوطنية الدكتور لؤي المسلم بداية أعمال المنتدى بكلمة تناولت المكانة التي وصلت إليها المملكة في تخصيص وهيكلة قطاع المياه والمعالجة البيئية حيث يجسد المنتدى مبدأ الشراكة الاستراتيجية مع القطاع الخاص المحلي والدولي لنقل الخبرات وتوطينها بهدف تعزيز صناعة إدارة المياه مع تبادل التجارب والحوارات المحفزة لتطورها وتناول الفرص الاستثمارية المتاحة في ظل التطور الملحوظ في تقنيات معالجة المياه، موضحاً نظرة الشركة لطبيعة الشراكات المرجوة والحلول البيئية المبتكرة للشركة والتي ستسهم وفق منظورها الاستراتيجي إلى إيجاد مزيد من النجاحات لصالح مستقبل واعد في هذه الصناعة. عقب ذلك استعرض المدير التنفيذي لإدارة تطوير الأعمال بشركة المياه الوطنية الأستاذ إبراهيم شيرازي، في ورقة العمل التي قدمها الخطط المستقبلية للشراكة الاستراتيجية وتطلعات شركة المياه الوطنية المثلى في إقامة شراكات تدفع بتعظيم مكاسب إدارة الطلب على المياه مقدماً نماذج من نظرة الشركة نحو تفعيل هذه الشراكات لما تحظى به من خطط استراتيجية فعالة ونجاحات مثلى متحققة مع الجهات الحكومية والخاصة. من جانبه طرح المدير التنفيذي لوحدة المياه المعالجة بالشركة المهندس منتظر المهلهل، في ورقة العمل المقدمة عن نظرة الشركة لطبيعة التطورات المستقبلية في صناعة المياه المعالجة ونجاحاتها ضمن خطواتها الحثيثة في تحقيق استدامة مثلى للمياه من خلال تسويق وبيع المياه المعالجة مع إنشائها للعديد من محطات المعالجة واستقطابها لأحدث التقنيات العالمية في ظل الاهتمام البالغ الذي تجده وحدة المعالجة بالشركة من قبل المستثمرين حيث نجحت الشركة في توقيع العديد من الاتفاقيات بقيمة وصلت الى ستة مليارات ريال مما أثبت نجاح التوقعات الاستراتيجية المعدة لهذه الصناعة، مشيراً إلى أن هناك توقعات مستقبلية بتحقيق عوائد تصل إلى أكثر من عشرة مليارات ريال خلال السنوات الخمس المقبلة. وأبرز المستشار الفني بشركة المياه الوطنية الدكتور محمد محمود القاضي، خلال ورقة العمل التي قدمها النقلة النوعية التي شهدها قطاع المعالجة البيئية في المدن التي تشرف عليها الشركة في الرياضوجدة ومكة المكرمة والطائف، حيث استعرض طبيعة مشاريع الشركة في هذه الصناعة وتنوع تقنيات محطات المعالجة الحديثة لها مع استراتيجية الشركة في الإدارة المستدامة للثروات البيئية والطاقة المتجددة. بعد ذلك بدأت أولى حلقات نقاش المنتدى بمشاركة السيد محسن مرتضى , والبروفيسور وليد عبد الرحمن، الرئيس التنفيذي مياهنا وبيار باولك، الرئيس التنفيذي Degremont Middle East تحت عنوان : فرص إعادة استخدام مياه الصرف الصحي في المملكة مقارنة بحالات اقتصادية وبيئية مماثلة وتناول فيها المتحدثون معوقات الاستخدام الموسع لتقنيات إعادة استخدام المياه وطرح متطلبات تشجيع فكرة استخدام المياه المعالج من الهيئات التنظيمية و السياسية، كما تناولت حلقة النقاش اقتصاديات إعادة استخدام المياه وإمكانات التكنلوجيا الجديدة من حيث خفض التكاليف وتحسين كفاءة الطاقة. كما طرحت حلقة النقاش الثانية بمشاركة البروفيسور عبدالعزيز الطرباق، من قسم الهندسة المدنية في كلية الهندسة بجامعة الملك سعود والسيد/ ادم كنجدون الرئيس التنفيذي i2O Water، والسيدفريدريك فلوري الرئيس التنفيذي Veolia Environment Saudi Arabia، والسيد جيسوس سانشو، المدير الاقليمي بالشرق الاوسط Acciona Aguaالخطط والمبادرات الجديدة نحو تطوير استراتيجية المياهالمستدامة محلياً، وامكانية أن تصبح المملكة إحدى الدول الرائدة على مستوى العالمي في استدامة توفير المياه وكفاءة استمراريتها مع وضع استراتيجية ذات كفاءة عالية لاستمرار توصيل المياه وزيادة إمكانية إعادة استخدام مياهالصرف الصحي المعالجةلأغراض الري،وتحلية المياه، وإعادة استخدام المياه،وتقليل الفاقد من المياه مع استخدام التقنيات والأساليب الجديدة لدعم إدارة مصادر المياه. وتناولت الحلقة الثالثة من النقاش بمشاركة السيد خوسيه إنريكي بوفيل، مدير منطقة الشرق الأوسط Aqualia والسيد بيل هاكن، المدير الفني للموارد المائية بشركة AECOM،الدروس المستفادة من إدارة المشاريع فيما أوضح المدير التنفيذي للمشاريع بشركة المياه الوطنية المهندس عبد الله الحقباني،أن تنوع التقنيات الحديثة أوجد فرص استثمارية جديدة في إدارة الطلب على المياه مما يتيح تحقيق عوائد مجزية وتعظيم المكاسب البيئية في آن واحد مؤكداً أن تطلعات الشركة المستقبلية تنتهج استراتيجيات تستكشف الفرص في قطاع المياه والمعالجة البيئية وتستخلص ما يحقق تنوع المكاسب فيه مع الاستفادة المثلى من مخرجات التقنيات الحديثة لصالح المزيد من التطلعات المستقبلية في الشأن المائي والبيئي، مشيراً إلى نجاح تنفيذ الشركة لمشروع تدعيم مصادر المياه في مدينة الرياض خلال مدة قياسية بلغت ستة اشهر وبطاقة تصل إلى (200) ألف متر مكعب في اليوم من خلالحفر(43) بئراً جوفية وتنفيذ (27) محطة تنقية للمياه و(7) محطات تعبئة للصهاريج بالإضافة إلى (10) خزانات في مواقع متفرقة بتكلفة مالية بلغت (1.6) مليار ريال، بما يضمن الاستفادة من البدائل المتاحة في تحقيق الأمن المائي. وأشار المهندس الحقباني إلى سعي الشركة الحثيث في إيجاد حلول جذرية واستراتيجية تجاه تحديات التطور والنمو السكاني السريع لمدينة جدة في السنوات الأخيرة والتنامي المتزايد على المياه وتم اطلاق المرحلة الأولى من الخزن الاستراتيجي بمنطقة بريمان وبسعة (1.5) مليون متر مكعب، بالإضافة إلى توفير (8.5) مليون متر مكعب إضافية كمرحلة ثانية وثالثة ورابعة وخامسة قادمة ليصبح إجمالي الخزن (10) ملايين متر مكعب من المياه ، وبتكلفة مالية تقديرية تقارب (3.9) مليار ريال. كما تناول الدكتور المهندس إنغمار أوبرمان، كبير مطوري الأعمال المياه GIZ، في الجزء الثاني من حلقة النقاش تحسين الأمن المائي من خلال استخدام الموارد المائية بمسؤولية وتعاون الحكومة والقطاع الخاص في تفعيل و تغيير السلوك والتعريف بالأدوات المتاحة لتقييم مخاطر المياه. وتميز منتدى هذا العام بفعالية المائدة المستديرة حيث شارك من خلالها المتحدثون أثناء تناول الغداء في نقاش حول ما بعد الاستدامة وحفظ المياه والتفاؤل الاقتصادي والمكاسب الكبيرة التي يمكن تحقيقها من خلال التعلم منعلم الطبيعةخاصةفي الجهود الرامية إلى الحد من آثار التغيرالمناخي. وذلك بإدارة السيد مايكل باولين، وهو أحد الرواد الذين خططوا لمشاريع (إيدن) في (كورنوال) بالمملكة المتحدة .