من إنسانية محمد عبده الفنان والأب ورجل المجتمع أنه يقوم بواجبات إنسانية هي ليست غريبة على من يعرفه عن قرب، فغنى للوطن وتغنى للمنتخب الوطني وللأندية الرياضية، هذا بالاضافة لأغانية العاطفية ولم ينسى ذوي الاحتياجات الخاصة وما زيارته للمصابين بالتوحد والجلوس معهم ومداعبتهم وملاطفتهم التي كان لها تأثير إيجابي عليهم وعلى نفسياتهم إلا دليل على إنسانيته وتفاعله مع هموم مجتمعه، فقد تغنى بأغنية جميلة للمصابين بالتوحد شاركهم يومهم بما فيه من لهو ولعب. وليت إهتمام فنان العرب وتفاعله ينعكس على المسؤولين في بلادنا ويهتمون بذوي الاحتياجلت الخاصة ويقدمون لهم الخدمات التي تليق بهم. وهنا أتحدث عن فئة من ذوي الاحتياجات الخاصة وهم التوحديون، فتحتاج حالة التوحد إلى متابعة دقيقة من الفريق الطبي المتكامل في نفس المستشفى أو مركز التوحد - أطباء في التخصصات التالية: أطفال وطبيب نفسي ومخ وأعصاب ومتخصصين في العلاج الطبيعي - حتى يمكنهم من متابعة الحالة بطريقة صحيحة. وحسب ماتوفر لدى من معلومات فتوجد مراكز حكومية شاملة وليست متخصصة بالتوحديين ومراكز اخرى للقطاع الخاص، وهذا ما قلل من الاهتمام بالتوحديين ورعايتهم، وكل تلك المراكز لاتقدم الخدمات المتكاملة للمصابين بالتوحد ومايفكرون فيه أصحاب تلك المراكز هو الحصول على المقابل المادي دون تقديم مقابل من الخدمات، يوازي مايحصلون عليه من المبالغ المادية الكبيرة، وبطبيعة الحال ذوي التوحديين تنقصهم الخبرة في التعامل مع ابنائهم واحتياجاتهم ويعتمدون على تلك المراكز في تقديم الرعابة والاهتمام بهم لكن تلك المراكز غير مهيأة ولا جاهزة للتعامل معهم وتقديم الرعاية التي يحتاجها التوحديين وبعض الأهالي لا يتحدثون عن مشاكل ونواقص تلك المراكز لخشيتهم من تعرض ابنائهم إما إلى الحرمان من القبول أو الرعاية حتى ولو كانت غير متكاملة. ويمكنني القول أن أبرز المشاكل التي تواجه ذوي المصاب بالتوحد تكمن في التشخيص غير الدقيق للحالة ومبالغة فير مبررة في تكاليف العلاج وارتفاع سعر الأدوية التي تصرف للتوحديين ناهيك عن التغذية ونوعية الطعام الذي يقدم لهم رغم عدم كفايته وفائدته ايضا ,يعاني أهالي التوحديين من عدم توفر مراكز في المحافظات الصغيرة والمراكز لأن الخدمة مقتصرة على المدن والمحافظات الكبيرة رغم قلتها وفي هذا حرمان لهم من الرعاية والاهتمام والعلاج. تقول أم لمصاب بالتوحد: عانيت مع ابني الأمرين خلال السنتين الماضيتين حتى وصل بي الأمر الى تقديم التقاعد المبكر من العمل والسفر به الى دول بها من العلم والتشخيص والمراكز التي للأسف الى اليوم لم نصل اليها في بلدنا فابني الآن بلغ الرابعة عشرة من عمره وقد اكتشفت التوحد لديه وعمره ثلاث سنوات والى الآن ونحن في معاناة من المراكز التي لم تراع آلام ومعاناة الاهالي بالجشع المادي والفائدة شبه المعدومة. وتقول أم أخرى: لو تحدثت عن معاناتي خلال الاحد عشر عامًا مع ابني احتاج بكل عام كتيب يصف ما يدمى له القلب فهل نسكت ونتقبل الأمر الواقع. ذوي الاحتياجات الخاصة فئة غالية على قلوب الجميع ومنهم التوحديين ومن منبر صحيفة البلاد اتمنى الاهتمام بهم وتسليط الضوء على مشاكلهم وتذليل كافة الصعوبات التي تمنعهم من خدمة بلدهم. محمد الجار الله