لطالما استبشرت العرب برؤية السحاب الكثيف في إشارة لقرب هطول المطر الذي ينبت بإذن الله العشب ويسقي الزرع , لكن السنوات القليلة الماضية غيرت قليلاً من مفهوم بشارة المطر وعلى وجه الخصوص لسكان العاصمة الرياض ومدينة جدة , فقد البعض أقرباء له وخسر الأخر سيارته ونصف منزله , الأسبوع الماضي أعاد من جديد إحياء قصة سكان مدينة الرياض مع المطر , غرق عدد من الكباري و التقاطعات الرئيسية ليعلق سكان المدينة وتتعطل مصالحهم في مشهد متخم بالذهول والدهشة إستحضرت فيه الذاكرة أرقام فلكية لمشاريع عملاقة أعلن عنها في الماضي القريب , (البلاد) وقفت على عدد من الشوارع المتضررة و إستمعت لعدد من أراء السكان , يلقي عبدالله الدهمشي أحد سكان حي اليرموك باللائمة على المقاول الذي قام على حد قوله بسرقة أرواح البشر حين قدم تكلفة المشروع الفعلية على معايير الشروط والسلامة من أجل ضمان الحصول على أكبر قدر من الربح المادي , مطالباً الوزارات الحكومية بتفعيل دور الرقابة على المقاول أثناء بناء المشروع الذي حصل عليه بعد دخوله السباق في المناقصة الحكومية ذات القيمة المادية العالية , فهد العتيبي أحد سكان حي السعادة طالب بدوره من المسؤولين أن يمنعوا من إنتشار عقود الباطن والتي أضرت على حد قوله ببنية العاصمة وهددت حياة سكانها لعجزها عن مجابهة سحابة ماطرة , محمد المطيري أحد سكان حي النسيم والذي تضرر منزله من أمطار الرياض الأخيرة أخبر (البلاد) أن هذه ليست المرة الأولى التي يعاني و عائلته فيها من عدم وجود شبكات تصريف لمياه الأمطار في حي النسيم وأن ماحدث هذا الأسبوع من معاناة حقيقية هو تكرار لما واجهه في العام الماضي , يجمع سكان العاصمة الرياض على فشل البنية التحتية في مواجهة الأمطار والسيول مما يتسبب لهم بالكثير من الأذى و الصعوبة في الوصول إلى أعمالهم اليومية , وبدورها توصل (البلاد) هذه الرسالة إلى أمانة العاصمة الرياض لعلها تستحضر العلاج السريع الذي يضمن عدم تكرار هذه المعاناة في كل عام .