لست بائسة إن قلت لك:عليك أن تُشمّر عن أفكارك وتسيح في أرض الوقاية خيرٌ من العلاج فالتصحّر الفكري يجتاح العقول..نعم يجتاحها،وأنت دون مقاومة تُذكر ،ووعي جادٍ بهذا التصحّر الذي يقتلع الخَضَار في فكرك،وأقرب مثالٍ على هذا ماتراه وتسمع عنه في مجتمعاتنا بين اليوم والآخر،وإن كنت من روّاد موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» فلا بُد أنّك اطلعت على حجم هذا التصحّر الذي يزداد ضراوة في ظل غياب الرادع والرقيب.. من الواضح أمام كل ذي بصيرة أن الارتباك في الفهم يعني:تناول المفاهيم من غير معرفة دقيقة لمضامينها،ومستوى أبعادها،وهذا هو السبب الرئيسي في اطلاق الأحكام الجُزاف على الناس وكافة القضايا الصغيرة منها والكبيرة..وهذا هو الخطأ الأول الفادح الذي شجّع بقيّة الأخطاء على المُضي قُدمًا دون تروّي وأخذ الحيطة ،وكيف سيتم تفعيل الحيطة والتروي والبنية التحتيّة للوعي خاوية الوفاض؟!. في محاضن موغلة في الظلمة يتناسل الجهل ويجتر أفكاره ومفاهيمه عن الحياة والناس حتى إذا مااكتمل نموه واشتد عوده علّبها في قوالب الشتيمة وبارزنا بها مُعلنًا الحرب على كل من يُخالف نهجه من ماينشأ عنه ازديادًا مضطربًا للفجوة بين سلوكه والقيم والمثاليات التي يحملها المجتمع،وبالتالي يفقد شعور الانتماء،والتفاعل بينه وبين أفراد مجتمعه. المثال الحي لهذا «وليد السناني»وهو للأمانة بحاجة ماسة إلى الشفقة فهو مُغرر به وما من أحدٍ غرّر به إلّا ذاته الغارقة في ظلمة أفكاره التي لا يطيب لها جلده إلّا بالنور،لهذا هو يكره النور ويغُط في جهله،ويراه خير رفيقٍ.وعيه بذاته وبمجتمعه ناقصٌ فأي إداكٍ يُرجى منه خصوصًا أن المفاهيم تتطلب وقفة شجاعة وجريئة لتحديد مضامينها وقياس مدى أبعادها وهو كغيره غالبًا لا يدرك هذا ولو أدركه لكان على قناعة أننا متى مافقدنا القدرة على التعصّب في أي موضوعٍ كان وضعنا أقدامنا على طريق التقدّم،فانحراف النقد الاجتماعي والأدبي عن معناه شكلًا ومضمونًا لا يعني إلّا العبث. تويتر@N_alsalmi