في اختلاف وجهات نظر مجتمعنا حول المرأة يعجز اللفظ عن بلوغ الحقيقة في وصف ماينالنا نحن النساء من الراسخين في السخرية الذين لا يكاد ينصرف آذاهم عنّا إلّا ليعود إلينا،كان آخر هذه السخرية ما أقدم عليه من اطلق على نفسه"مرعي" من خلال مقطع في"اليوتيوب" اتضح فيه الفكر المريض الذي يحمله،ومفهوم الكوميديا المترهّل بقلة الاحترام لنفسه،وللفن الذي يقدّمه ،ويعالج به قضايا المجتمع.. أساء كغيره باسم "الكوميديا السوداء" التي لها من اسمها وافر الحظ في السواد وادّعى أنها هادفة وهي في الحقيقة هادمة لكل ماهو جميلٌ من أفكار نيّرة تحملها المجتمعات عن مجتمعنا وثقافتنا ،ونحملها عن أنفسنا نحن أيضًا . الإعلام الحر المُتملّص من كل رقابة حتى الرقابة الذاتيّة جعل جرأة الساقطين في تزايدٍ مستمرٍ دون رادعٍ وزاجرٍ يهابه كل ساخرٍ ،فلا قوانين تُقيده ويقف عند حدودها ومثولا لأمرها كل متعجرفٍ بسخريته،ولا أخلاق تنهى وتُطاع. وللأسف لم يتضح للبعض أن المرأة والرجل وجهان لعملة الإنسانية وأي تشوهٍ يصيب أحد الوجهين لا بد أن يشوّه الوجه الآخر .وليس فينا أومنا من يعرف لمصلحة من هذا التشويه الذي نبدو عليه أمام كل من ينظر إلينا كمشفق تارة،وكضاحك تارة أخرى؟! فالتهم لا تتوقف،وكذلك الطرفة الخالية من الضحكة الممتلئة بالبكاء على إيمانٍ لا يتحرك فيه الضمير،ورجولة من الشهامة معدومة!. والتحريض على التحرش الذي تشهد عليه مواقع التواصل الاجتماعي ،والتصريحات العبثيّة من هنا وهناك في الأيام السابقة يجعلنا في مأزق أمام الأمم التي تسن مخالب قوانينها "الوضعية" للحد من التحرش،في الوقت الذي نجد رهطًا من قوم خير أمة أخرجت للناس،وتحمل أكمل الأديان يبررون هذا الفعل القذر ويسوّغونه بأعذارٍ شتى جُلها تتفق على أن المرأة هي المسؤولة الأولى و الأخيرة !. ولا أدري كيف بمقدور العالم أن يؤمن بمصداقيتنا ،وشمولية ديننا بعد كل التشويه الذي يطاله ،وكيف نُطالب غيرنا باحترامنا واحترام ديننا في الوقت الذي نظلم فيه الضعيف،ونحمله من المسؤولية فوق مايطيق؟! وكيف بمقدورنا أن نتقدم ونحن نصفنا يقفُ ساخرًا من نصفنا الآخر؟! للأسف نحن لا نعرف كيف نبني بيننا ألفة تطوّقنا وتحمي حقوق بعضنا من بعض فعلينا أن لا نستغرب استخفاف بعض المجتمعات بنا، وازدراءها لعبثيّتنا. تويتر@N_alsalmi