أصبحت المملكة المتحدة واحدة من أهم الأماكن المختارة للدراسة العليا لدى الطلاب من مختلف أرجاء العالم، حيث يتعلق الأمر هنا بالعراقة والأصالة التي تنحدر لمئات السنين الماضية، كما أنها تتميز بالمعاهد ذات المستوى الرفيع والعالي والمنتشرة في كافة أنحاء بريطانيا، والتي تقدم المرونة والكثير من المزايا للطلاب الدوليين، والتي تميزها عن باقي الدول الناطقة باللغة الإنجليزية. وقد أكد تقرير صادر عن المجلس الثقافي البريطاني أن العلاقات البريطانية الإماراتية في مجال التعليم قد تعززت بشكل كبير بعد زيارة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة إلى المملكة المتحدة خلال شهر مايو الماضي، حيث أشار التقرير إلى أن هذه الزيارة رسخت العلاقات التاريخية والوثيقة التي تربط الدولتين والشعبين على كافة الأصعدة. كما أوضح "مارك جيسل"، مدير المجلس الثقافي البريطاني على أن الطلاب القادمين من دولة الإمارات يشكلون 19% تقريباً من مجمل الطلاب الخليجيين الذين يدرسون في المملكة المتحدة، أي يبلغ عددهم 3500 طالب من أصل 18500 طالب قادمين من منطقة الخليج للدراسة في المملكة المتحدة. وأكد أن الشراكة التعليمية التي تعود إلى عقود مضت بين البلدين تتعزز أكثر فأكثر مع الوقت، مضيفاً أن الاختصاصات التي تحظى بأعلى طلب وإقبال من الطلاب الإماراتيين في المملكة المتحدة هي إدارة الأعمال في المرتبة الأولى من ثم الطب ويليها الهندسة. وأشارت دراسة حديثة إلى أن المملكة المتحدة تمتلك أربعاً من أفضل ست جامعات في العالم، في حين تشير دراسة أخرى إلى أن اثنين من بين أفضل 10 جامعات في العالم في المملكة المتحدة. وفي وقت سابق، توقع منظمو معرض «إديوكيكس 2012» ارتفاع نسبة الزيادة في أعداد الطلاب من دولة الإمارات الذين سيتوجهون إلى المملكة المتحدة للتحصيل العلمي بنحو 5% في العام 2013، على أن تصل هذه النسبة إلى 45% في العام 2020. كما شددت دراسة حديثة على أن بريطانيا تعتبر ثاني أهم اختيار للطلاب الدوليين بعد الولاياتالمتحدةالأمريكية، حيث اجتذبت ما يقارب 330 ألف طالب وطالبة من كافة أنحاء العالم، حيث تتعدد الجنسيات العالمية للطلاب، وكانت نسبة الطلاب من الدول التالية هي الأعلى: الصين، الهند، اليونان، إيرلندا، ألمانيا، فرنسا، الولاياتالمتحدةالأمريكية، ماليزيا، نيجيريا، هونج كونج، السعودية، الإمارات، ليبيا، وتسعى بريطانيا لاستضافة المزيد من الطلاب الدوليين في كل سنة عن السنة التي تليها. ويشير الخبراء في مجال التعليم إلى أن التعليم في بريطانيا يتميز بالعراقة والاعتراف الدولي، حيث تتسم بريطانيا بأعرق وأعلى مستوى تعليمي في العالم، حيث تم تصنيف جامعتي أكسفورد وكامبردج كأهم وأعرق جامعات في العالم أجمع، بالإضافة إلى توفر العديد من المعاهد الدراسية العليا الممتازة المنتشرة في كافة أنحاء بريطانيا، ومجرد التخرج من أحد هذه المعاهد، هو ميزة لإيجاد فرص عمل رائعة. واعتبروا أن تكاليف التعليم في بريطانيا منخفضة مقارنة مع دول أخرى كالولاياتالمتحدةالأمريكية، حيث تتراوح التكاليف الدراسية السنوية ما بين ال 5 آلاف إلى ال 12 ألف جنيه إسترليني (أي ما يعادل ال 30 ألف إلى ال 72 ألف ريال سعودي) للسنة الواحدة، كما توفر فرصة العمل بدوام جزئي للطلاب الدوليين، حيث تتميز التأشيرة الدراسية البريطانية بالسماح للطلاب بالعمل بمعدل 20 ساعة أسبوعياً خلال فترة الدراسة، وفرصة عمل بدوام كامل في الإجازات، وهذا يمنح الطلاب الدوليين الفرصة بدفع تكاليف التعليم، ولكن يجب دفع رسوم السنة الدراسية الأولى وعدم الاعتماد على العمل لدفع التكاليف الدراسية.