في إطار مناقشة الأزمة السورية ومستقبل حل الأزمة في ظل الانشقاقات داخل المعارضة السورية، أوضح سيف دعنا، أستاذ علم الاجتماع والدراسات الدولية في جامعة ويسكونسين الأمريكية، أن السلاح الكيماوي في سوريا تم استخدام كورقة من قبل الولاياتالمتحدة من أجل تضليل الرأي العام عن مصالحهم الحقيقية من القضية السورية, وهذا يفسر تدخل عدد من القوى في الأزمة السورية ووجود عدد كبير من الميليشيات المسلحة غير السورية للقتال في سوريا. وأضاف أن سوريا أصبحت الملف الذي تصاغ من خلاله المعادلات السياسية والصراعات بين الدول, ورأى أن الموقف الأمريكي واضح منذ بداية الأزمة السورية من خلال المطالبة بتنحي "بشار الأسد", والهدف من هذه السياسة هو الحصول على تنازل من قبل النظام السوري، حتى يكون هناك دور للمعارضة السورية. وأفاد خلال حديثه لبرنامج قراءة بين السطور المذاع على قناة روسيا اليوم، بأن الأزمة السورية وصلت إلى حافة الهاوية عندما أعلن أوباما أنه سيتم شن ضربة عسكرية على سوريا، ولكن استطاعت المبادرة الروسية أن تسحب كل الأوراق المتاحة لدى الإدارة الأمريكية, واحتمالية شن ضربة عسكرية على سوريا اليوم أصبحت ضعيفة عن ذي قبل. وأشار إلى أنه كان من الممكن أن يتم إيجاد حل للأزمة السورية دون تدخل من الأطراف الخارجية, ويرى أن الملف السوري أصبح مرتبطاً بعدة ملفات أخرى سواء كانت داخل منطقة الشرق الأوسط أو خارجها, وأوضح أن الولاياتالمتحدة خسرت كثيراً في المرحلة الأخيرة نظراً لوجود عدة انشقاقات داخل المعارضة السورية. وصرح بأن الملف السوري والإيراني بينهما ارتباط وثيق باعتبارهما حليفين في منطقة الشرق الأوسط, وبالتالي فإن وجود خسارة لدى الولاياتالمتحدة في الملف السوري ستؤدي إلى وجود تغيير في اللهجة بين الولاياتالمتحدة وإيران. كما أكد أن الانشقاقات بين المعارضة السورية قد تعرقل من الوصول إلى مؤتمر جنيف، موضحاً أن قيادة الائتلاف السوري التي كانت تعارض الحل السياسي للأزمة السورية قد تقبل الذهاب إلى مؤتمر جينيف بعد تراجع الولاياتالمتحدة عن الخيار العسكري, ويرى أن المعارضة السورية مشتتة وممزقة منذ البداية والائتلاف السوري المعارض اختطفت دور المعارضة السورية وأصبح الائتلاف يتحدث من الخارج.