هي مشكلة بالنسبة لي ، إذ كلما عصمت نفسي بنزع القلم من يدي وغسلها من حبر الصحافة ألمت بساحتها أحدات صادمة لاقبل لصوت قلمي من إعلان نزفه نزولا عند وقعها ، عندها تقف مشاعري متحفزة لتقبل صدمة من غيبه الموت ورحل عن دنيانا الفانية خاصة وأن من فقدناه قامة كبيرة خدمت العمل الدبلوماسي وله باع طويل في الصحافة اشتغلها كتابة وممارسة مهنة ،فقدم راحلنا العزيز الأستاذ رضا لاري نفسه بداية وهو ما اشتهر به ككاتب من الطراز الأول في السياسة قبل خوضه في الشأن العام تميزت كلها بشجاعة وجرأة في الطرح والرؤى واتسمت شخصيته بحضور مبهر في المجالس الخاصة والعامة نظرا لتمتعه بخفة الظل وروح الدعابة والمؤانسة فافتقده معارفه وجلساؤه في أواخر أيامه حين أقعده المرض وضعف البصر ولم يقعده عن الرباط في عقر الصحافة كاتبا ملازما لقلمه حتى آخر نفس في حياته بعد أن كان فارسا نبيلا يدخر له كل من احتك به أو تداخل معه أو دخل في خلية عمله عندما شغل رئأسة تحرير عكاظ بعيد انتقاله من وزارة الخارجية في منتصف السبعينات ثم تولى بعدها بفترة رئاسة تحرير سعودي جازيت وأذكر أنه عليه رحمة الله كان يتلذذ في ترديد وصفها بالحسناء المعشوقة غيظا في منافسيه وذلك من قبيل نثر الدعابة وروح النكتة ،وأنا وإن لم يسبق لي العمل معه بصفته نائبا لرئس تحرير عكاظ الا فترة محدودة قبل توليه رئاستها حيث كنت مسؤولا عن الصفحة الأخيرة للجريدة انتقل بعدها كمدير لتحرير مجلة أقرأ في عهد رئيس تحريرها آنذاك الدكتور عبدالله مناع الذي أسقطني سهوا أوعمدا ( علمه عند ربي )من ذاكرة فترة رئاسته إلا أن سعادتي بظرف اللاري وملحه باعتباره فاكهة الصحافة ومثالية تعامله الإنساني للأغيار وحبه للخير وثقت تلك العلاقة بيننا فيما بعد بحكم ارتباطنا بمؤسسة واحدة هي مؤسسة عكاظ كعاملين تحت مظلتها أو كاعضاء فيها ، طاب آحر عنوان لك في مرقدك النهائي ووداعا أبا أحمد و لقاء منتظر في مقعد صدق عند رب مقتدر.