أكد العديد من الخبراء مؤخراً على أن "نكت المخدرات" المنتشرة على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي تعتبر من الأسباب الرئيسة في تعاطي المراهقين من سن 15 إلى سن 18 سنة للمخدرات واتجاههم إليها، وذلك نتيجة للصورة الإيجابية التي تقدمها هذه النكت عن بعض أنواعها الأمر الذي يجب الوقوف عنده من أجل العمل على الحد من تداول هذه النكت على مختلف مواقع على شبكة الإنترنت. وقد أشار الخبراء إلى أن الوقوع في المخدرات ومواد الإدمان بشكل عام له عدة أسباب أهمها التفكك الأسري وأصدقاء السوء والإعلام السلبي، إلا أن النكات التي تتناول الحديث عن المخدرات قد أدرجت الآن على قائمة أهم الأسباب المؤدية إلى التعاطي، فهي تعطي صورة إيجابية في العقل اللاواعي عن مادة المخدرات عندما يظهر متعاطيها كونه خفيف الظل وسريع البديهة ويمتاز بالذكاء. وقد كشفت الإحصائيات عن أكثر من 100 حساب على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" يختص بنشر النكت على المخدرات، وتحظى بعدد من المتابعين يصل إلى مئات الآلاف، وتحتل مراتب متقدمة بين قائمة أفضل 100 حساب شعبي، وتحظى تغريدات هذا النوع من الحسابات بعدد كبير جدا من إعادة التغريدات. من ناحية أخرى، بينت دراسة أمريكية سابقة أن طلاب المدارس الثانوية الذين يقضون جل أوقاتهم في كتابة الرسائل النصية أو على مواقع الشبكات الاجتماعية أو كليهما معرضون لمجموعة من السلوكيات المقلقة بما فيها التدخين والاكتئاب واضطرابات الأكل والغياب المتكرر عن المدرسة. وقد استندت الدراسة إلى بيانات من أسئلة طرحت على أكثر من أربعة آلاف طالب بعشرين مدرسة ثانوية في المناطق الحضرية بالولاية. وتبين من الإجابات أن نحو خُمس الطلبة أرسلوا ما لا يقل عن 120 رسالة نصية يوميا والعُشر كانوا يجلسون على الشبكات الاجتماعية ثلاث ساعات أو أكثر يوميا وكانت نسبة الذين جمعوا بين الأمرين 4 بالمائة. وكان أصحاب نسبة ال4بالمائة أكثر عرضة -بمقدار الضعف من غير المستخدمين لهذه الخدمة- للوقوع في مشاجرات والتدخين وأن يصيروا ضحايا الإنترنت والتفكير في الانتحار والتخلف عن المدرسة والنوم في الصف. وأكد الباحثون أن الرسائل النصية والشبكات الاجتماعية ليست بالضرورة سببا في مشاكل أخرى، ولكن هذه التقنيات من شأنها أن تجعل الأمر أسهل للأولاد للوقوع في فخ العمل الشاق كي يشعروا بالانتماء وإذا كانوا يعملون بهذا الجد ليتكيفوا مع هذه الشبكات الاجتماعية فإنهم أيضاً يحاولون التأقلم من خلال سلوكيات أخرى يرونها رائجة مثل تدخين السجائر والتورط في سلوكيات مراهقين أشد خطرا. كما أن الفتيات وأفراد الأقليات والمراهقين ذوي الخلفيات منخفضة الدخل أو الأسر التي تعيلها نساء في خطر أكبر، لكن النمط استمر حتى بعد أن تحكم الباحثون في تلك العوامل وأشاروا إلى أن معظم كاتبي الرسائل النصية النهمين والمستخدمين للشبكات الاجتماعية صنفوا آباءهم بأنهم أكثر تساهلا.