وصلتني عدة اتصالات من بعض المهتمين بالتعليم في جدة ، ومن بينهم مديرات مدارس ، وذلك على خلفية قرار مدير عام التعليم بجدة القاضي بتدوير 100 مديرة مدرسة دفعة واحدة بدء من مطلع عامنا الدراسي الجديد 1434 – 1435 ه . الأخوات مديرات المدارس لهن رأي في هذه المسألة ، أحاول تلخيصه من فحوى ما وصلني منهن في النقاط التالية ، وبالمناسبة فرأيهن مهم جداً ، ويستحق حقيقة أن ينصت له مدير تعليم جدة ، لأن أولئك المديرات شريك مهم في الميدان ، ومحور مهم من محاور نجاحه . أول نقطة يقلنها هي : إن تدوير مديرات المدارس أمر مطلوب ، إذا كان من أجل التطوير والتجديد والإبداع ، لا من أجل التغيير فقط ، ولذ يجب أن يكون ذلك بضوابط معينة ، لا بطريقة عشوائية ، ونحن نؤمن بأن التغيير والتطوير عاملان مهمان مرتبطان ببعضهما ، فعندما يتم تدوير المديرات كل 8 سنوات سترتفع الإنتاجية من أجل ترك البصمة في كل مدرسة تحل بها" . وثاني نقطة قالتها المديرات هي : يجب استطلاع رأي صاحبة الشأن وهي المديرة المراد تحريكها بعد مضي 4 سنوات وكتابة رغبتها ، كما يتم مع مديري مدارس البنين ، قبل صدور القرار والتمهيد لموضوع نقلها لتتقبله بصدر رحب ، وأن يكون التغيير على مبدأ "الشخص المناسب في المكان المناسب" ، وليس مجرد إجراء حركة تغيير فقط ، فالمديرات المستجدات في الميدان يشكلن نسبة 85% وذوات الخبرة 15% فالدماء الجديدة قد ضخت في الميدان منذ عامين بسبب التقاعد . ثالثاً: في حالة تطبيق هذا القرار من الجهات المسؤولة المباشرة لمن يُراد تحريكها ، وأن تكون هذه الحركة كتحفيز للاتي أبدين تميزاً إدارياً وتربوياً ، فتنقل لمرحلة أعلى كتحفيز وتقدير لها، وأيضا لتشجيع الأخريات ليحذين حذوها. رابعاً: إنه في حالة رفض المديرة للتدوير يستأنس برأيها في الرفض ، ويلتمس لها العذر إن أمكن ذلك وكان مبررها منطقياً ، لا سيما إن كانت من أصحاب الخبرة والكفاءة ، كي لا يتم خسارتها من العمل الإداري لمجرد أنها لم تنفذ القرار، وبالتالي يفقدها الميدان ، وهو في أمس الحاجة لها. خامساً: إن التدوير لا يتم عادة إلا في المواقع المالية والقطاعات الخاصة وليس في قطاع التربية والتعليم بمدارس البنات ، حيث إن طبيعة المرأة ، وتنقلها بين مدارس الحي لاسيما وأن عدداً من المديرات منازلهن في أقصى الشمال وبعضهن يصبرن على العمل في مدارس بعيدة حرصاً منهن على خدمة الحي من خلال مدارسهن ، وبمعاونة فريق العمل بالمدرسة الداعم لهن فعملية التخطيط وتكوين الفريق الداعم ومعرفه طبيعة المدرسة من طالبات ومعلمات وظروف الحي ونحوه تحتاج إلى وقت وشخصيات تربوية مستقرة نفسياً حتي تتمكن من العمل بالرغم من الصعوبات التي تواجهن لا أن تتنقل المديرة من مدرسة لأخرى. سادساً: إن غياب التقدير المعنوي للمديرة الطموحة أمر له تداعياته السلبية ، ومن ذلك كمثال شمولها بالتدوير إلى مدرسة غير مناسبة ، بما يمكن اعتباره نوعاً من العقاب النفسي ،إضافة إلى غياب تدارس المستجدات الإدارية وطرحها للنقاش والبحث العلمي وأخذ رأي الطرف الآخر قبل التطبيق المفاجئ. سابعاً: إننا لاحظنا عزوفاً كبيراً وعدم رغبة من الوكيلات في الترشح للعمل كمديرات للمدارس ، بعد أن رأين ضعف التقدير المعنوي لزميلاتهن المديرات ، وما يلقينه من ضعف التقدير مقابل ما يقدمنه من جهد كبير. ثامناً: إن أي قرارات تدوير كهذا الذي حدث هذا العام , تجعل مديرات الخبرة يفكرن جدياً في طلب التقاعد المبكر أو التحول إلى معلمات ، وبذلك سوف يخسر الميدان خبرات إدارية جيدة كانت تتحرك فيه بتميز وفعالية . فوق أن هذا الإجراء يعد ضمن ما يمكن إن نقول إنه في خانة عدم الأمان الوظيفي . وبعد .. فهذا ملخص رأي مديرات عدد من مدارس جدة . فهل نسمع رداً عليه ؟ .. نرجو ذلك من مبدأ الشفافية.