قد تأتيك نوبة من نوبات الجوع المفرط التي تجعلك تلتهم كميات كبيرة من الطعام، وبخاصة الأطعمة الدهنية والحلويات والأطعمة المملحة، وخاصة الشيكولاتة لأن بها مادة الزنك وعندما تقل بشدة فإن الجسم يطلب أغذية غنية بهذه المادة، وتتولد لدى هذا الشخص رغبة جامحة في تناول الشيكولاتة. كما يشار إلى أن الأشخاص الذين اعتادوا تناول الكثير من الفواكه والخضر، تصبح أجسادهم حساسة جداً لنقص فيتامين سي؛ لأن الحاجة لهذا الفيتامين تزداد عند التعرض للإجهاد، لذلك ينصح بتناول حصة إضافية من الفواكه، أما الشخص الذي يشعر برغبة شديدة في أكل المملحات، فربما يكون لديه نقص في الصوديوم. وقد يكون سبب نوبة الجوع المفرط أيضاً نقصاً في عناصر غذائية معينة، فمن تأتيه رغبة في أكل السجق أو اللحوم، لديه نقص في البروتين، وهنا تكون فواكه البحر هي البديل الأفضل؛ لأنها غنية بالأحماض الدهنية الصحية أوميجا 3. أما البطاطس المقلية مع كاتشاب الطماطم والمايونيز لها سمعة سيئة كقنبلة سعرات حرارية، لكن لها إيجابيات أيضاً، فبجانب السكر الكثير يوجد بالكاتشاب أيضاً كمية كبيرة من مادة الليكوبين النباتية الثانوية التي تحمي من تصلب الشرايين، هذا إلى جانب أن طهي الطماطم وتركيزها لإعداد صلصة الكاتشاب يزيد تركيز مادة الليكوبين بمقدار خمسة أضعاف، أما المايونيز فيتم إعداده من زيت دوار الشمس مثل الزيت الذي تقلى فيه البطاطس. ومع ذلك، ينصح بعدم تناول كميات كبيرة من البطاطس المقلية ورقائق البطاطس (الشيبسي)؛ لأنها تحتوي على سعرات حرارية كبيرة، والبديل الصحي لإشباع رغبة تناول المملحات هو شرب الماء المعدني الغني بالصوديوم وبعض حبات الزيتون. وفي كل الأحوال، فشرب الماء صحي ويملأ المعدة ويذهب الشعور بالجوع. وللتحكم في نوبات الجوع المفرط يجب تعويض المواد الغذائية كثيرة السعرات الحرارية بالفواكه والخضراوات الطازجة، كما أن هناك سلاحاً سرياً للحد من نوبات الجوع وهو الغرغرة باستخدام غسول الفم، فقوة الطعم تضعف الرغبة في الأكل. ووفقاً لدراسة نشرت في مجلة الكلية الأمريكية للتغذية، فإن الناس الذين شربوا كوباً من الشاي الأسود بعد أكل وجبة غنية بالنشويات تراجعت لديهم مستويات السكر في الدم بنسبة 10 % لمدة ساعتين ونصف بعد وجبة الطعام، وهذا يعني أنهم لم يصابوا بنوبة جوع مفاجئة وتناولوا وجبة طعام أقل، حيث أشار الباحثون إلى مركبات polyphenolic في الشاي الأسود التي تساعد في كبح الشعور بالجوع. ورغم المحاولات الكثيرة لكبح جماح تلك النوبات التي قد تصيب الإنسان، إلا أن للجوع فوائده أيضاً. فقد أظهرت دراسة طبية حديثة أجراها باحثون إيطاليون بجامعة نابولي "فيديريكو" على عينة من الفئران أن الجوع قد يساعد في تخفيف أعراض مرض التصلب المتعدد، وغيره من أمراض المناعة الذاتية الأخرى. ووجد العلماء من خلال دراستهم بعد إصابة عدد من الفئران بالتصلب المتعدد وحرمانها من الطعام لمدة 48 ساعة، أن الآفات العصبية في أدمغتها قد انخفضت وكان أداؤها أفضل في اختبارات المشي والتوازن والضعف والشلل . وقال الباحثون: إن استخدام الأساليب الغذائية مع الأدوية التقليدية قد يبطئ من تقدم المرض ويعتبر تناول الطعام الصحي المتوازن أفضل الطرق لمعالجة التصلب المتعدد، وأوضح الباحثون أن هذا المرض يظهر عندما يهاجم جهاز المناعة في الجسم أنسجته في الدماغ والنخاع الشوكي، وهو أكثر انتشاراً بين الأعمار من 20 إلى 40 عاماً، حيث تعمل الخلايا المناعية على تدمير الغلاف الواقي للأعصاب، فتجعل الحركات البسيطة كالمشي أو التكلم أكثر صعوبة، كما تسبب التعب والإجهاد والارتعاش والشلل، لذلك فإن الأدوية التي تثبط النشاط المناعي تساعد في تخفيف شدة الأعراض، ولكن لا يوجد علاج شافٍ تماماً لهذا المرض.