تبدأ شركة Sony Classic Pictures في ال13 سبتمبر المقبل في عرض الفيلم السعودي "وجدة" للمخرجة هيفاء المنصور في مدينتي نيويورك ولوس أنجلوس، على أن يتوسع العرض ليشمل الولاياتالمتحدةالأمريكية بالكامل، ليكون بذلك أول فيلم من كتابة وإخراج وإنتاج سعودي متكامل، يتم عرضه في السينما الأمريكية. "وجدة" من بطولة الطفلة وعد محمد، والطفل عبد الرحمن الجهني، والممثلة ريم عبد الله، والممثلة عهد كامل، وقد أطلقت الشركة الأمريكية موقعاً خاصاً على الإنترنت للتعريف بالفيلم ومخرجته ونجومه. وسبق للفيلم الذي عرض في دبي والسويد وإيطاليا وفرنسا أن حقق نجاحات كبيرة في مهرجان "فينسيا" السينمائي الدولي، كما حصل على ثلاث جوائز عالمية خلال مشاركته في مهرجان البندقية التاسع والستين بإيطاليا، ووصفه نقاد السينما العالمية بالفيلم العصري. كما عرض الفيلم في مهرجان "تيلورايد" السينمائي في الولاياتالمتحدة، وبيعت حقوق الفيلم الذي أنتجته "روتانا" للصوتيات والمرئيات بتكلفة 4 ملايين دولار في أوروبا لشركة Pretty Pictures وتم عرضه في الصالات الفرنسية. وقد تعرض الفيلم للإيقاف بعد ثلاثة أيام من عرضه في الرياض قبل شهرين، حيث أشارت الجمعية السعودية للثقافة والفنون حينها إلى أن قرار التأجيل اتخذ نظراً لظروف الحجوزات في قصر الثقافة، وأشار إلى أنه سيتم تحديد موعد آخر لاستئناف العرض بعد شهر رمضان المبارك. ويجسد الفيلم "وجدة" واقع حياة المرأة السعودية في إطار اجتماعي إنساني، وذلك من خلال الطفلة وجدة التي تنتمي لعائلة من الطبقة المتوسطة، والدها موظف غائب طيلة الوقت، ووالدتها موظفة تعاني يومياً من سائقها الباكستاني، وتحمل مخاوف ذهاب زوجها إلى امرأة أخرى. وتعاني الطفلة وجدة من صراع بين أحلامها وعادات وتقاليد مجتمعها، كما يصور الفيلم علاقتها بالأشخاص المحيطين بها من والدتها وزميلاتها والأشخاص الموجودين في مجتمعها. كما يعرض الفيلم حلم وجدة البسيط في امتلاك دراجة خضراء معروضة في أحد متاجر الألعاب، كي تتسابق مع ابن جيرانها في شوارع الحي الذي تقطن فيه وتذهب بها إلى المدرسة، فتحاول وجدة توفير مبلغ من المال يكفي لشراء تلك الدراجة من خلال بيع أغراضها، إلا أنها تفشل في ذلك، ولا يتبقى لها سوى حل واحد، وهو أن تشارك في مسابقة لتحفيظ القرآن لتفوز بمبلغ من المال تستطيع من خلاله تحقيق حلمها بامتلاك الدراجة. وبعد النجاحات التي حققها الفيلم اختيرت المخرجة السعودية هيفاء المنصور كواحدة من أكثر النساء العاملات في مجال السينما تأثيراً على مستوى العالم، في استطلاع لمجلة "فارايتي" الأمريكية بجانب أسماء نجمات عالميات، كما اختيرت ضمن أكثر عشرة مخرجين يستحقون المتابعة في العالم. وكانت هيفاء عبد الرحمن المنصور، رائدة السينما السعودية قد أشارت في وقت سابق، إلى اضطرارها في بعض الأحيان إلى الاختباء في شاحنة مغلقة في الرياض لتصوير فيلم "وجدة" الذي تمّ اختياره من قبل "مهرجان فينيسيا الدولي للسينما" العريق، مُسجّلة بذلك نقلة نوعية للسينما السعودية التي بدأت تُبشّر بالخير. كما أكدت المخرجة السعودية هيفاء المنصور، أن فيلم "وجدة" يصور الوجه الإنساني للسعودية، مشيرة إلى أنها حاولت من خلال هذا الفيلم تقديم عيوب المجتمع السعودي مع تجنب النظر للمرأة بوصفها ضحية له. وأضافت خلال مؤتمر صحفي عقد بدبي في وقت سابق: "جميعنا نُجمع على أن وضع المرأة يجب أن يتحسن، والمهم أن نقدم شخصيات ملهمة تبتعد بنا عن هذه الفكرة النمطية للمرأة السعودية".