مع بداية شهر رمضان يبدأ التنافس بين الشباب المتطوعين في المبادرات الخيرية لرغبتهم في تقديم يد العون والمساعدة لكل محتاج، إذ يؤمنون بأن ذلك يضاعف الأجر والثواب الذي يبتغونه من أعمالهم الخيرية في مختلف المجالات ولجميع الشرائح. وقد قامت في هذا الإطار تجربتان تطوعيتان شبابيتان في قطر، الأولى مسابقة "المتنافسون" التي يشارك فيها كوكبة من الوجوه الشبابية والإعلامية والرياضية في المجتمع القطري، وتصمم وتنفذ لأول مرة على مستوى قطر، وتقوم فكرتها على التنافس بين نجوم الإعلام والرياضة والشباب في المجتمع القطري لجمع 30 مليون ريال قطري لتنفيذ 840 مشروعاً نوعياً في 18 بلداً، لصالح حوالي 615.000 مستفيد، عبر جمعية قطر الخيرية وبمبادرة منها. وتسعى المسابقة بشكلها الاجتماعي المميز إلى كسر النمط التقليدي في جمع التبرعات، وخلق جو من الحماس والوعي الكامل بالعمل الخيري ثقافة وإجراءً، حيث تهدف إلى إشراك المجتمع بطريقة فريدة في العمل الخيري من خلال الترفيه والتنافس في قالب عملي وميداني، ونشر ثقافة وقيم العمل الخيري من خلال الزخم الإعلامي والتسويقي المصاحب لهذا النوع من الفعاليات والمسابقات في المجتمع، بالإضافة إلى الاستفادة من موسم رمضان الكريم في تلبية الاحتياجات المعيشية للمسلمين والمحتاجين حول العالم. كما تسعى إلى إبراز القدرة التقنية التي وصل لها العمل الخيري والإنساني بشكل عام ولدى قطر الخيرية بشكل خاص والعمل على استغلالها بشكل أكبر وفعال، وزيادة التكاتف المجتمعي وإبراز رجالات المجتمع ونجومه الشباب جنباً إلى جنب في العمل الإنساني والخيري، واستثمار نجوميتهم في خدمة العمل الإنساني. أما المبادرة الأخرى والتي جاءت تحت مسمى "طموح" فقد انخرط فيها شباب وفتيات من قطر لجمع التبرعات لصالح اللاجئين السوريين في الأردن، وقد نشط هؤلاء الشباب في تحد تنافسي أسموه "تحدي الخير" لجمع نصف مليون ريال، ثم قاموا من خلال ما أسموها "رحلة العطاء " في إيصال المساعدات للاجئين السوريين في مخيم الزعتري وغيره، وقد تم جزء من عملية التوزيع عملياً في الأيام الأولى لشهر رمضان الحالي. أما في المملكة فقد كان للتطوع شكل مختلف بعد أن أسهمت به التكنولوجيا الحديثة، فقد قامت فرق شبابية بتأسيس مجموعة "نحن نهتم" التطوعية وقد ساعدتهم التقنيات الحديثة ومواقع التواصل الاجتماعي كثيراً في إيصال أهداف مجموعتهم ورؤيتهم، وتكوين أعضاء فاعلين ضمن المجموعة، حيث كانت أعمال المجموعة التي لم يتجاوز عدد أعضائها ثمانية أشخاص سابقاً ويعملون بشكل فردي قبل استخدام وسائل الاتصال الاجتماعية متواضعة لا تتعدى توزيع مياه وتمر بكميات بسيطة وبطريقة بدائية، ولكن بعد استخدامها والاستفادة من الأفكار والأطروحات المقدمة ومساندة الجميع لها بوقتهم ودعمهم الشخصي، أصبح يتم توزيع أكثر من 513 ألف وجبة بشكل يومي بطريقة منظمة بالتعاون مع الجمعيات الخيرية. وبعيداً عن دول الخليج، هناك أيضاً مبادرات شبابية ازداد نشاطها في الأردن في هذا الشهر الفضيل، ومن هذه المبادرات "فاعل خير" و"هذه حياتي" و"مجددون الخيرية"، وغيرها. وفي المعتاد تقوم مبادرة "فاعل خير" بمجموعة من الأعمال والأنشطة الخيرية على مدار العام، ولكن يقوم الأعضاء بتكثيف أعمالهم الخيرية بشكل أكثر في هذا الشهر، ومن أبرز الأعمال الخيرية التي تقوم بها "فاعل خير" خلال رمضان وبالتعاون مع جميع متطوعيها الإفطار الخيري للفئات الأقل حظاً مثل الأيتام وكبار السن في دور الأيتام، فهي من الأعمال التي يسعى الجميع لتنظيمها، كونها تسهم في رسم البسمة والفرحة على قلوبهم ويشعرون بأن هناك من يتذكرهم خلال رمضان الذي يفتقدون فيه شعورهم بالتجمعات الأسرية.